تضاربت أمس، آراء المحاضرين في ''منتدى المجاهد'' حول ''مستقبل الكتاب والرقمنة'' بين مؤيد لضرورة تعميم صيغة الكتاب الالكتروني على حساب الكتاب الكلاسيكي وبين رافض للفكرة، في حين دعا البعض إلى ضرورة ''التعايش مع الصنفين خدمة للثقافة والمقروئية''. أعرب الأستاذ عبد الكريم ترار من جامعة بوزريعة عن أسفه من تدني مستوى مقروئية الكتاب في الجزائر وقال في الندوة التي حضرها خبراء وأساتذة جامعيون ومثقفون، إن الكتاب هو المستقبل ولا يمكن لتكنولوجيا المعلومات أن تلغي هذا الموروث العلمي والأدبي، كما ألح على ضرورة تحسيس الجزائيين بأهميته ومصداقيته المعرفية باعتباره مرجعا أساسيا في جميع المجالات العلمية والأدبية قبل أن يواصل بأن''الانترنت'' تساعد على التزود المعرفي ولكنها لا ترتقي إلى مكانة الكتاب باعتبارها غير كافية للإلمام بجميع المفاهيم وحل الإشكاليات العالقة، وأرجع ترار عدم إقبال معظم الجزائريين على المكتبات للمطالعة، إلى الصعوبات التي تعترض طريقهم خاصة عندما يتعلق الأمر بحجز مقعد في المكتبة مما يكلف الطالب أو القارئ عموما الوقوف لساعات طوال في انتظار ''الطابور'' ليضيف بأن ''توازنات العملة الصعبة'' أدت إلى انخفاض الدينار الجزائري وارتفاع سعر الكتاب الذي لم يعد في متناول القراء بدخول عوامل عديدة تتحكم في ثمن الكتاب على رأسها ''الضريبة''، وعن تدني مستوى اللغة العربية بالمدارس قال ترار ل''البلاد'' إن العربية لغة وطنية رسمية لا يمكن الإطاحة بها كما أنها لغة ''علمية'' وليست لغة شعر وأدب فقط حسب اعتقاد الكثيرين، على حد تعبيره، بالرغم من الصراع الموجود بين اللغة العربية والفرنسية• وفي الجهة المعاكسة، اعتبر بعض المشاركين في المنتدى، أن ''المدرس سيصبح عنصرا تكميليا يمكن الاستغناء عنه في المسار التعليمي بعد أن يتحقق مشروع تعميم المدارس الرقمية''، وهنا، ألح محند إيباريس، المختص في الإعلام الآلي وأحد إطارات شركة ''إيباد''، على ضرورة توفير حاسوب لكل تلميذ والسعي الجاد لمساعدة الأسر على اقتناء الحواسيب المحمولة تمهيدا لإنشاء مدارس رقمية عبر كافة القطر الوطني'' وأكد إيباريس على نجاح هذا المشروع الذي انطلق منذ عامين وغطى 100مدرسة من ربوع الوطن، وتم خلال هذه الفترة، تكوين 20أستاذا و10 تقنيين في الإعلام الآلي لفائدة 20ألف تلميذ من مختلف الأطوار التعليمية حيث يسعى مسؤولو ''إيباد'' من خلال المشروع، إلى مواكبة العصر عن طريق تجهيز المدارس بالحواسيب من أجل تطوير أساليب التعليم وتقريب الأستاذ من الأولياء والتلاميذ في آن واحد، وكذا ترقيم المقررات والكتب المدرسية العلمية والأدبية وكتب اللغات للسنتين الثالثة والرابعة متوسط، وحسب المتحدث، فإن هذه الشبكة المعلوماتية التي أنتج برامجها مهندسون جزائريون، ستسمح لإدارات المدارس، بالاتصال بالأولياء في أي وقت حتى تطلعهم عن كل صغيرة وكبيرة عن مسارهم أبنائهم الدراسي، وأضاف أن ''بفضل رقمنة الكتب المدرسية سيرتاح التلاميذ من حمل المحافظ كما يمكنهم الاطلاع على الكتب المدرسية دون الرجوع إلى الأساتذة'' غير أن ذلك صعب ''في ظل الواقع المادي للعائلة الجزائرية التي لا يمكنها حتى اقتناء الكتب الورقية''.