أثارت المحاضرات التي ألقاها المتدخلون الجزائريون، أول أمس، في إطار الندوة الدولية ''صناعة الكتاب في الجزائر'' بقصر المعارض والتي كانت باللغة الفرنسية، غضب الضيوف العرب المشاركين في الندوة الذين أعربوا عن استيائهم لما وصفوه بسوء التنظيم بسبب عدم استيعابهم هذه اللغة التي وصفوها بالدخيلة على اللغة العربية تاركين بذلك قاعة المحاضرات سافكس شاغرة المقاعد. عبر بعض الضيوف العرب من السودان وسوريا ل''الحوار'' عن امتعاضهم من اللغة الفرنسية التي طبعت جل مداخلات المحاضرين الجزائريين. وقال هؤلاء ''لدينا لغتنا اللغة العربية لغة الأم لماذا لا نتحدث بها؟ وكيف ندعو إلى الحفاظ عليها وجعلها المقوم الأساسي لنا نحن كعرب في الوقت الذي نمجد فيه لغة المستعمر. ولامتصاص غضب الضيوف دعا منظمو الندوة إلى التزام الحديث باللغة العربية حتى يفهم الجميع، إلا أن بعض المتدخلين فضلوا مواصلة حديثهم بالفرنسية متجاهلين بذلك تعليمات المنظمين. وفي موضوع الندوة أعرب الأستاذ الجامعي وأمين نقابة الناشرين الجزائريين سابقا ترار عبد الكريم عن أسفه إزاء توقف مشروع مكتبة في كل بلدية الذي أطلقته وزارة الثقافة في ,2007 وحمل كرار مسؤولية تدهور النشر بالجزائر إلى المسؤولين من جهة والناشرين في حد ذاتهم، على أساس أن ساحة النشر أضحت تحتضن من هب ودب، ودعا المتدخل إلى تنقية هذه الساحة مما أسماهم بأشباه الناشرين. وثمن ترار بالمناسبة في مداخلته حول ''سياسة الكتاب في الجزائر'' جهود الدولة في تشجيع وتدعيم حركة النشر في إشارة منه إلى مشروع دعم الرئيس بوتفليقة الكتاب من خلال مشروع ألف عنوان وعنوان الذي أطلقه في سنة 2008 تكملة لذات المشروع الذي بدأ في 2007 في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية. كما عرج المحاضر على أهم الأسباب التي ساهمت، حسبه، في أزمة النشر بالجزائر في مقدمتها غياب قانون خاص بالكتاب، رغم أن الوزارة الوصية كانت قد أطلقت مؤخرا قانون الكتاب الجزائري إلا أن القانون لم يدخل بعد حيز التنفيد ''لا نعلم ما يتضمنه هذا القانون ولا على من يطبق''، الأمر الذي أثر سلبا على صناعة الكتاب في بلادنا، فضلا عن ارتفاع سعر الكتاب مقارنة بضعف القدرة الشرائية للمواطن الجزائري. وقال ترار إن استرجاع الكتاب مكانته مرهون بتكثيف وتوحيد الجهود بين كل الفاعلين في هذا الحقل من الكاتب والناشر والمسؤول. وفي سياق مماثل لفت ذات المتحدث إلى غياب ثقافة استثمار الخواص في مجال الكتاب التي من شأنها أن تساهم بقوة في تفعيل حركة النشر والكتاب كما في البلدان الأجنبية، ''لدينا مشاريع عديدة في مجال الكتاب والنشر لو تأخذها البنوك الجزائرية بعين الاعتبار، لكن الواقع يظهر مدى اهتمام هذه البنوك واهتمام الخواص بالاستثمار في الأكل على الاستثمار في الكتاب''. كما أثار ترار مسألة فتح فضاء خاص يعرف بالكتب الجديدة على مستوى التلفزيون الجزائري الذي استحدثه عزالدين ميهوبي، كاتب الدولة لدى الوزير الأول مؤخرا، وهو فضاء قال بشأنه إنه ''لم ير النور وأن التلفزيون لا يحرص على عرض الكتب إلا نادرا رغم أن عشرات الكتب الجديدة تصدر يوميا''.