يبدو أن مرحلة الجد في محاربة الجماعات الإرهابية بولاية سكيكدة قد بدأت مع مجيء قيادة جديدة للقطاع العسكري العملياتي، فقد شرعت قوات الجيش الوطني الشعبي المدعومة بطائرات الاستطلاع في عملية تمشيط واسعة النطاق، شملت أهم معاقل تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بغرب ولاية سكيكدة، ممثلة في جبال حجر مفروش بعين قشرة وجبال وادة وجنان لحجام لحجاجمية ببلدية كركرة وجبال بوراس وبوالعظام ببلدية الولجة بوالبلوط بأقصى غرب ولاية سكيكدة على الحدود مع ولاية جيجل، فضلا عن جبال برقون والمقطع ببلدية أم الطوب وجبال مصيف القل. قوات الجيش الوطني الشعبي اكتفت هذه المرة بالمحاصرة وسد المنافذ. فيما تكفلت طائرات هيلوكبتر بدك مكثف لهذه المعاقل بالقنابل العملاقة التي تكون قد خلفت ضحايا جدد في التنظيم الذي يعيش أحلك أيامه، فقد أسرت مصادر عليمة بشؤون الأمن والإرهاب بغرب ولاية سكيكدة أن التنظيم يتعرض لإحدى أكبر عمليات الحصار في تاريخه الدموي، فمنذ مدة قصيرة، صرح أحد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم إلى مصالح الأمن المختصة بأن الجماعة الإرهابية ممثلة في بقايا غلاة المنطقة السابعة التابعة للتنظيم تعيش لحظات عصيبة في تاريخها الدموي، حيث تقلص عددها وهاجر بعضها الآخر إلى مناطق أخرى. فيما تعيش البقية على قوت ضعيف قد يؤدي في مرحلة لاحقة إلى تطاحن بين عناصر التنظيم، وهو ما قد يحدث بالفعل خلال الأيام الماضية، حيث وجدث جثت إرهابيين بالحدود الشرقية مع ولاية جيجل يعتقد أنهم تعرضوا إلى التصفية الجسدية من قبل زملاء لهم في التنظيم. وعليه فإن أيام تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال يبدوا أنها اصبحت معدودة بعد أن أعدت قيادة الجيش خطة محكمة كان الأهالي والسكان العزل بانتظارها منذ وقت طويل، فقد شرع في غرب ولاية سكيكدة في إنشاء مراكز متقدمة للجيش والحرس البلدي بأهم نقاط العبور المعروفة على مستوى غرب الولاية، فبداية تم إقامة مركز متقدم بمنطقة سيدي منصور بأعالي جبال بلدية تمالوس لمنع الإرهابيين من التسلل إلى مناطق آهلة بالسكان على غرار قرية وادي بيبي والشرايع ومصابح وغيرها من القرى المتواجدة على الشريط المؤدي إلى بلدية عين الزويت. كما تم انشاء مركز متقدم آخر مماثل بالكيلومتر ال 61 ببلدية كركرة لمنع الإرهابيين من التسلل إلى قرى قريبة من محيط بلدية كركرة وأحمد سالم وميرة السعيد. ولعل أهم و أكبر مركز تم إنشاؤه حديثا يقع على الطريق الوطني رقم 43الذي يربط سكيكدةبجيجل بمنطقة وادي زقار التي شهدت الكثير من العمليات الإرهابية وآخرها قتل 9 من رجال الأمن والجيش، منهم أحد قادة الجيش برتبة عميد. وفي مرحلة لاحقة، يتم التخطيط لإنشاء حاجز دائم على نفس الطريق وبنفس المنطقة، كما تم إنشاء مركز آخر متقدم بقرية برج القائد ومركز آخر بقرية البطحة ببلدية عين قشرة، ومراكز أخرى مماثلة بجبال وقرى مصيف القل. وبهذه الاستراتيجية الأمنية تم سد كل المنافذ التي كانت إلى وقت قريب تعبر منها الجماعات الإرهابية في اتجاهات مختلفة بغرب الولاية.. مصادر أخرى عليمة قالت إن التنظيم بدأ يضيق بنفسه مما جعل عناصره تفكر في الرحيل إلى مناطق بولايات أخرى للهروب من عملية الحصار الجديدة. هذا ولأول مرة منذ بداية مسلسل الجماعات الإرهابية، يستبشر الناس خيرا بنهاية دموية للتنظيم منذ أكثر من 15سنة.