تعكس حمى الترشيحات خللا كبيرا في العملية برمتها، فهي لا تشجع الناس على التصويت، مثلما تترك انطباعا سيئا عن المترشحين بصرف النظر عن حسن النوايا من عدمه، وهي مظهر محبط لكافة الآمال المعلقة على التغيير السلمي في بلادنا، فلا شيئ يثير غضب الناس أكثر من المناصب التي تنسي المنتخب مشاكل أبناء بلدته وقريته. لذلك يطرح البعض اقتراح إمكانية تعديل أو تخفيف الامتيازات التي توفرها العهدة النيابية، لكن هذا أمر سابق لأوانه وليس من أولويات المواطن الذي تبحث له الحكومة عن مغريات تستقطبه نحو صناديق الاقتراح، لكن سؤالا آخر يطرحه الشارع السياسي في بلادنا، هل يمكن لحكومة فاشلة أن تُقنع الرأي العام بالمشاركة في الانتخابات، عندما نقول حكومة فاشلة فهذا ليس تقليلا من قيمة مجهود طاقمها، بل لأنها فشلت فعلا في وضع الحلول الناجعة لمشاكل الجزائريين وتوفير مطالبهم، فكيف نفسّر فوضى الأدوية في السوق الوطنية؟ وكيف نفسر تدهور الخدمات الصحية بشكل لا يطاق، والوزير أقصد وزير القطاع، لا يمنحنا سوى التصريحات والتعاليق الساخرة، فهو لا يريد الحوار مع من يرهنون المرضى ويقصد الأطباء، لكن للمواطن رأي آخر عندما لا يلمس من وزير الصحة سوى التصريحات بدلا من تزويد المستشفيات بما تحتاجه من مستلزمات طبية... وقد لا يتردد الوزير في التفرغ للسياسة هذه الأيام ودعوة المواطنين للمشاركة في الاقتراع القادم.
عمار تو وزير النقل المترشح طار إلى سيدي بلعباس، الأسبوع الماضي، وأودع ملف ترشحه بصفته متصدر قائمة الولاية عن حزب جبهة التحرير الوطني، لكن تصرف والي سيدي بلعباس لن يرق للأحزاب السياسية التي نددت بأسلوب كسر التعليمات الرئاسية، فقد استقبل عمار المترشح بصفته الوزير تو. وفي تلمسان كان الأمر مختلفا تماما، فقد رفض الوالي استقبال الوزير المترشح الطيب لوح الذي أودع ملف القائمة دون برتوكولات، ذلك أن والي تلمسان كان غاضبا ولايزال طبعا من عدم احترام لوح لاتفاق يقضي بترشيح جماعة الوالي في مراتب متقدمة ضمن قائمة الأفلان، إلا أن الوزير فاجأ الجميع عندما رشح نائبين حاليين في القائمة وسيدة من الحزب وأحد الذين لا يملكون غير شهادة الميلاد والقائمة طويلة، ولولا ذلك لحظي الوزير باستقبال مثل زميله تو في سيدي بلعباس.
لم تعد البطاطا مجرد نوع من الخضروات التي تزيّن مائدة الجزائريين، بل تحولت إلى فاكهة لا يقتنيها إلا أصحاب الدخل المرتفع، لدرجة أن اقتناء أي مواطن لبضعة كيلوغرامات من البطاطا أمام المتسوقين قد يؤدي إلى استقطابهم من حوله لاعتقادهم أن ثمنها انخفض، ومن المؤسف أن تتحدث عن صب ملايير الدينارات في دعم قطاع الإنتاج الفلاحي، خصوصا الخضروات دون أن ينعكس ذلك على الأسعار والنوعية، وقد تفوق أموال الدعم الفلاحي التي تبرعت بها الخزينة العمومية للنصابين والمحتالين من بعض المنتسبين للقطاع ما يمكن أن يوفر غذاء مستوردا للجزائريين، بل قد يغطي حاجيات الاستهلاك لسنوات، مادام الدعم لا يذهب لأصحابه، وهو نفس الأمر بالنسبة لإنتاج اللحوم، وعندما قررت وزارة الفلاحة دعم الأعلاف ارتفع سعر الكلغ الواحد من اللحوم الحمراء إلى 1100 دينار، ولا يمكن أن نستثني السردين أو السمك بمختلف أنواعه من هذا المشهد المؤسف حقا، فعندما يقتني الجزائري الكلغ الواحد من السردين ب 400 دينار يعتقد أنه في السنغال أو مالي أو أي بلد لا يطل على البحر، مثلما نعتقد أننا في كوكب المريخ أو القمر ونحن نشتري البطاطا بمائة دينار. أليس هذا مدعاة للسخرية؟
وبمناسبة الحديث عن الانتخابات، فإن الجزائريين يريدون ترشيح الحلول الناجعة للقضاء على أزمة البطاطا وعلى الأسعارالمرتفعة والمتضاعفة لهذه المادة وغيرها، وللسمك وللحوم الحمراء ولوفرة الأدوية