أصابت أزمة السيولة النقدية ولاية الشلف من جديد بالشلل وشهدت مختلف مراكز البريد زحاما شديدا وارتباكاً حاداً واختناقات غير مسبوقة بفعل اختلاط العجائز والصغار في طوابير واحدة، حيث امتدت هذه الاخيرة أمام المراكز والمكاتب البريدية لمسافات طويلة بلغت قارعات الطريق الرابط بين البريد المركزي وساحة التضامن فضلا عن اصطفاف العشرات من المتقاعدين لسحب رواتبهم على مستوى آلات السحبإلكترونية التي تتعطل بين الفينة والأخرى بسبب الضغط الرهيب عليها ونتج عن طول الطوابير مشاحنات كلامية وتوترات جراء امتداد أزمة السيولة أياما اخرى. وهو المشهد ذاته الذي شهدته مكاتب الجهة الساحلية على غرار تنس، المرسى وسيديعبد الرحمن، ما جعل إدارة مراكز البريد تسارع الى تنظيم المواطنين في صفوف منها لاحتواء أي طارئ قد يحدث بسبب حالات الشد العصبي التي تصدر عن كبار السن في غالب الأوقات. وأرجع مصدر موثوق الزحام أمام مكاتب البريد بمدينة الشلف او في مناطق مجاورة بحثا عن السيولة الى انخفاض قيمة الودائع بالمكاتب البريدية، معتبرا إياه أهم الأسباب وراء تراجع السيولة، واشار الي أنه تم إرسال فاكسات للجهات المركزية لتبليغها حدة الازمة الحاصلة في اكثر من مكتب بريدي للقضاء علي الزحام ولكن لم يتسن الحصول على رد. في السياق ذاته، صب المتقاعدون جام غضبهم على البريد المركزي لعدم سحب رواتبهم بسبب أزمة السيولة فقام العشرات بالاحتجاج وإصدار هتافات نددت بالبيروقراطية احتجاجا على قضاء الكثير منهم ساعات طويلة في طوابير لامتناهية وعادوا بخفي حنين الى بيوتهم، بينما صمم آخرون «الاعتكاف» أمام بوابة البريد المركزي دون ملل، مما تسبب في تعطل حركة المرور على مستوى الطريق الرابط بين البريد مبنى «السيراما». ولوحظ العشرات من المتقاعدين القادمين من مختلف البلديات النائية جنوب عاصمة الولاية يتدفقون على الطوابير بالبريد المركزي في ظل انعدام السيولة تماما بمكاتب بريد بلدياتهم. هذا الوضع المرشح للتصاعد أكثر ما لم تقم الجهات الوصية بتسويتها، ستؤثر حتما على سير الحياة العامة وتعطيل مصالح المواطنين خصوا مع مواعيد حساسة اهمها الانتخابات التشريعية التي قد يجد فيها المتشائمون فرصة لإعلان مقاطعة التصويت.