رفض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ''جملة وتفصيلاً'' ما جاء في خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بشأن القضية الفلسطينية.جاء ذلك في كلمة له بالعاصمة السورية دمشق ردًّا على مواقف نتنياهو وخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة. وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إن الحركة والقوى الفلسطينية الأخرى ترحّب بحوار مباشر غير مشروط مع الإدارة الأمريكيةالجديدة. وقال مشعل -في خطاب ألقاه مساء أول أمس الخميس في دمشق- إن الحركة ترحّب بالتغيير الإيجابي في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما. كما قال إن حماس والقوى الفلسطينية مستعدة للتعاون مع أي جهد إقليمي أو دولي لحل الصراع العربي الصهيوني ''إذا ما توفرت إرادة أمريكية حقيقية لإنهاء الاحتلال''، وشدد على رفض مبدأ التوطين وأكد ما سماه قدسية حق العودة لجميع اللاجئين. واعتبر مشعل أن التغيير الذي وعد به الرئيس الأمريكي لم يتجاوز بعد حدود اللغة والوعود، مؤكدا أن أوباما نهج خيار التغيير ''لحماية مصالحه وليس مصالحنا''. وأكد مشعل أن سياسة أوباما ''ما زالت تحت الاختبار''، وقال ''نلمس تغييرًا في النبرة والخطاب الأمريكيين تجاه المنطقة العربية والعالم الإسلامي، ورحبنا بذلك بكل شجاعة، ولكننا لا نسحر بالخطابات بل نبحث عن التغيير في السياسات على الأرض وهذا معيار الحكم لدينا''. وقال إننا ''نقدر لغة أوباما تجاه حماس وهي خطوة في الاتجاه الصريح نحو الحوار المباشر بلا شروط، وإن التعامل مع حماس يجب أن يكون على أساس إرادة الشعب الفلسطيني وليس من خلال فرض الشروط كشروط الرباعية''. وحول موضوع الأسرى الفلسطينيين والجندي الصهيوني المحتجز لدى الحركة غلعاد شاليط، قال مشعل إن خيار رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو لاستعادة شاليط ''يتمثل في صفقة تبادل جادة، وإن التشدد نتيجته الفشل كما فشل سلفه''. ولفت مشعل إلى أن خيارات المقاومة مفتوحة لتحرير الأسرى، ودعَا القادة العرب إلى اعتماد إستراتيجية جديدة تجمع بين السياسة والمقاومة. وقال إن هذه الإستراتيجية تأتي رداً على ما وصفه بالصلف الصهيوني وتشدّده إزاء الاعتدال العربي والفلسطيني. من جهة ثانية، قال مشعل في خطابه إن قرار الحركة بكل مؤسساتها القيادية هو العمل على سرعة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة التي ترعاها مصر والتعاون مع كل جهد يصب في هذا السياق. كما دعَا إلى إنجاز ملفات الحوار كرزمة متكاملة تطبق في الضفة وغزة. ولفت رئيس المكتب السياسي لحماس إلى أن حركته أرسلت إلى الزعماء العرب مذكرة حول ما وصفها بالممارسات القمعية التي تقوم بها السلطة الوطنية وحكومة سلام فياض تحت إشراف الجنرال الأمريكي دايتون. ورفض مشعل ما جاء في خطاب نتنياهو وقال إنه أفرغ مشروع الدولة الفلسطينية من مضمونه. وقال إنه لم يسمع أيّ نقد أمريكي أو غربي لحديث نتنياهو، معتبرًا أن الغرب يتحمّل مسؤولية كبيرة عن التطرف والعناد الصهيوني. كما أكد مشعل رفضه لما يسمّى ''يهودية'' الكيان الصهيوني، محذّرًا من أيّ تهاون فلسطيني أو عربي في هذا الشأن لأنه يعني إنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وقال مشعل إن غزة ما زالت تعاني من جريمة الحصار والإغلاق حيث يسقط جراء ذلك مئات الضحايا من المرضى والجرحى، وما زال كثيرون يتواطئون على هذه الجريمة، في إشارة للحصار. وطالب بإنهاء الحصار وترك المصالحة الفلسطينية تأخذ طريقها دون شروط خارجية، وترك الشعب الفلسطيني يقرر مصيره بيده. من جهة أخرى قرّرَت سلطات الاحتلال الصهيونية إعطاء قوات الشرطة الفلسطينية التابعة لرئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس صلاحيات أوسع نطاقًا في أربع من مدن الضفة الغربية وذلك في إطار حملة تساندها الولاياتالمتحدة تستهدف تعزيز موقف عباس وزيادة نفوذه. وقال مسؤولون فلسطينيون إن هذه التغييرات الجديدة لن تعوق قوات الاحتلال الصهيوني عن التدخل كما كانت تفعل في مدن بيت لحم ورام الله وأريحا وقلقيلية لمواجهة ما يزعم الاحتلال أنه ''تهديدات عاجلة'' من قبل عناصر المقاومة.