يبدو أن مسألة ضم لاعبين جزائريين مغتربين جدد إلى صفوف التشكيلة الوطنية الحالية ستثير الكثير من الحساسيات والمشاكل داخل بيت ''الخضر'' لكون الأغلبية الساحقة من تشكيلة رابح سعدان تنظر إلى هذه المسالة من جانبها السلبي وعواقبها الوخيمة التي قد يدفع ثمنها الفريق الجزائري غاليا في هذا الظرف الحساس، حيث يصارع ويكافح رفقاء كريم زياني في أدغال إفريقيا على أمل إعادة الكرة الجزائرية إلى الخريطة الكروية العالمية. وأثارت قضية دمج بعض اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية والذين فضلوا في وقت سابق الدفاع عن المنتخب الفرنسي على غرار مفني لاعب لاتسيو الايطالي ويبدة مهاجم بنفيكا البرتغالي الكثير من القيل والقال في الوسط الكروي الجزائري، لكون رغبة هؤلاء اللاعبين في العودة إلى أصولهم الحقيقية تزامنت مع ازدياد حظوظ المنتخب الجزائري في التأهل إلى كأس العالم المقبلة بجنوب إفريقيا 2010، وهذا ما أثار شكوك الشارع الرياضي الجزائري حول النوايا الحقيقية لهؤلاء المغتربين، خاصة بعد فشلهم في فرض وجودهم ضمن المنتخب الفرنسي الذي راهنوا عليه وأسال لعابهم وبالمقابل أداروا ظهرهم لوطنهم الأم في وقت كانت فيه الكرة الجزائرية في أمس الحاجة إلى خدماتهم بسبب الأزمة التي عاشتها البلاد. وتعود مخاوف عشاق الكرة الجزائرية إلى مونديال مكسيكو 1986، حيث دفع المنتخب الوطني آنذاك بقيادة المدرب الحالي رابح سعدان، الثمن غاليا جدا بسبب الصراعات التي عاشها المنتخب بين بعض اللاعبين المغتربين والمحليين حول أحقية من يدخل ضمن التشكيلة الأساسية في صورة بن مبروك وبحبوح ... وهو ما أثر على نتائج الخضر في هذا المونديال . وشاءت الأقدار أن يتكرر هذا السيناريو ولو بشكل مختلف هده المرة، لأن سعدان الذي يريد ضم يبدة ومفني لتدعيم التشكيلة الوطنية يبدو أنه سيلعب بالنار وسيرهن استقرار الفريق الوطني الذي يحتاج أكثر إلى الاستقرار ومواصلة العمل بنفس المجموعة، خاصة وأن المنتخب في صراع مع الزمن والوقت ليس في صالحه على كل الجبهات. من جهة أخرى فإن ركائز المنتخب الوطني الحالي على غرار زياني، بوفرة، صايفي، عنتر يحيى وبلحاج... أبدوا تحفظا كبيرا بخصوص هذه المسألة، لكون الوقت ليس في صالح المنتخب الجزائري، على حد قول مدافع نادي بوخوم الألماني عنتر يحي، في حين أكد صانع العاب اولمبيك مرسيليا الفرنسي كريم زياني على ضرورة دراسة الموضوع بجدية قبل اتخاذ أي قرار خاطئ قد يضرب استقرار وتوازن التشكيلة الوطنية في هذا الظرف الحساس جدا من التصفيات الإفريقية المزدوجة المؤهلة إلى كأسي العالم وإفريقيا 2010. وقال بوفرة ''مرحبا بكل لاعب يقدم إضافاتإيجابية للفريق الوطني، لكن هذا لا يجب أن يكون على حساب اللاعبين الحالين الذين أجروا التربصات وضحوا كثيرا من أجل المنتخب الوطني في أحلك الظروف''. وحتى إن سلمنا بأن تدعيم صفوف المنتخب الوطني بلاعبين من طراز مراد مفني المتألق مع لاتسيو الايطالي، ويبدة أبرز هدافي نادي بنفيكا البرتغالي، فإن استقرار التشكيلة الوطنية فوق كل اعتبار، والأكيد أن المدرب الوطني رابح سعدان سيكون تحت ضغوطات كبيرة بسبب هذه القضية التي يخشى أن تكون سلبياتها أكثر من إيجابياتها، وهذا لن يصب في مصلحة الخضر المقبلين على مواجهات مصيرية ابتداء من شهر سبتمبر المقبل أمام زامبيا ثم رواندا في شهر اكتوبر، حيث يعد الانتصار الأمل الوحيد لمحاربي الصحراء من أجل ترسيم عودة الكرة الجزائرية إلى اكبر عرس كروي في العالم. من الجدير بالذكر أن اللاعبان مراد مفني ويبدة سينضمان رسميا إلى صفوف المنتخب الجزائري ابتداء من شهر أوت المقبل وسيشاركان في التربص الذي تتخلله مقابلة دولية ودية ضد منتخب جزر الرأس الأخضر يوم 12أوت بملعب 5 جويلية الأولمبي، حيث أكدت الاتحادية بخصوص تأهيلهما أن الفيفا سترسل للفاف وثائقهما يوم الرابع من شهر أوت المقبل. في حين طوى المدرب رابح سعدان نهائيا مسألة ضم مهاجم راسينغ سانتاندير الاسباني مهدي لحسن بسبب عدم تحمس اللاعب لتقمص الألوان الوطنية.