يبقى قدوم اللاعب مهدي لحسن إلى صفوف المنتخب الوطني يصنع الحدث في الشارع الكروي الجزائري، حيث وضع المدرب رابح سعدان بعض الأسماء كأولوية من أجل أن يُدعّم بها الخطوط الثلاثة ل “الخضر” في المواعيد القادمة. إلا أن الأكيد في كل هذا... هو أن سعدان يعي جيّدا أن التشكيلة التي بين يديه حاليا والتي تلعب مع بعضها البعض منذ فترة طويلة لا تحتاج إلى أن تتأثر بأي شكل من الأشكال، وهو ما يُشاركه فيه الرأي أغلب متتبعي شؤون “الخضر”، ممن يرون أن تردّد بعض الأسماء حاليا قد يُؤثر على أداء المنتخب الوطني إن تمّ التفكير في تدعيم التشكيلة بها، بسبب حدوث إختلال في الأداء العام ل “الخضر” في المواجهات القادمة، والذي قد يُلقي بظلاله على النتائج، خاصة أننا على بعد أسابيع من “المونديال“. زياني، بوڤرة، عنتر ومنصوري لعبا كثيرا قبل ضمان المونديال وكما هو معلوم، فإن التشكيلة التي يحوزها المنتخب الوطني حاليا تلعب مع بعضها البعض منذ فترة طويلة، ومنذ أن كان زياني، بوڤرة، عنتر يحيى ومنصوري في بدايات مشوارهم الإحترافي في أوروبا، الأمر الذي جعل التناسق والإنسجام يتطلبان سنوات عديدة من أجل أن يتحققا وتكون معهما النتائج الإيجابية، ومن أبرزها ضمان التأهل إلى “مونديال“ جنوب إفريقيا 2010، على غرار ما حصل مع منتخبات عديدة، وخير مثال على ذلك هو منتخب فرنسا الذي لعب بالتشكيلة التي أحرزت كأس العالم 98 منذ بداية التسعينيات... الأمر الذي يعني أن التناسق والإنسجام يتطلبان سنوات عديدة وليس في مواجهة أو مواجهتين. إجماع على أن الوقت غير مناسب لأجل التفكير في التدعيم وهناك إجماع بين متتبعي شؤون المنتخب الوطني أن تألق بعض الأسماء في الآونة الأخيرة لا يمكن أن يكون في أيّ حال من الأحوال سببا يدفع “الخضر” من خلاله الثمن غاليا، والتفكير في التدعيم ليس من الضروريات، بما أن اللاعبين المعنيين حاليا والذين يشكلون نواة المنتخب الوطني يتواجدون في أوجّ إمكاناتهم بالرغم من نقص منافسة البعض منهم وإصابة الآخر، والحلّ يكمن في إجراء العديد من المباريات الودية حسب المتتبعين، من أجل ضمان جاهزية الجميع لكأس العالم المقبلة وليس التفكير في التدعيم. الإستثناء يشمل جبور وعمري شاذلي لأنهما يعرفان البيت جيّدا كما أن عودة لاعبي “آيك أثينا” اليوناني و“ماينز“ الألماني رفيق جبور والعمري شاذلي على التوالي إلى صفوف المنتخب الوطني ما هو إلاّ نتيجة حتمية لتألقهما الكبير في نادييهما حاليا، بالإضافة إلى أنهما يعرفان البيت جيّدا، والإستثناء يمكن أن يشملهما على خلاف الآخرين ممن يُتداول إسمهم بقوة في الآونة الأخيرة من أجل تدعيم “الخضر”، على غرار بن يمينة، ڤديورة، شرفة، شاقوري و“ميكائيل فابر“ والآخرين، وهذا لأن الوقت قد لا يكون كافيا لتأقلمهم الجيّد قبل “المونديال“، حسب ما يراه المتتبعون. لحسن الوحيد القادر على التأقلم مع تشكيلة سعدان وهناك إجماع كبير على أن لحسن بفضل المستوى الذي أبان عنه حاليا في فريقه “راسينغ سانتاندير“ الإسباني أمام عمالقة الكرة في “الليغا” يرشّحه لكي يمنح الإضافة ل “الخضر” أكثر من أن يؤثر على عامل الإنسجام والتناسق، وهذا راجع إلى إمكاناته الكبيرة في الرّبط بين الدفاع والهجوم، بالإضافة إلى أن مكانته الأساسية مع ناديه الإسباني منحت الطاقم الفني والإداري للمنتخب الوطني فكرة شاملة عن الإمكانات الحقيقية التي يحوزها، والكلّ خرج بقناعة على أنه الوحيد القادر على التأقلم مع تشكيلة سعدان. التحضير ل “المونديال“ أولى من التفكير في التدعيم وبما أن المنتخب الجزائري على مشارف المشاركة في “المونديال“ القادم بعد طول غياب، فإن الأكيد أن الجميع يأمل في أن تكون المشاركة قوية ومشرّفة وتذكّر الجميع بما فعلته الأجيال السابقة، الأمر الذي يعني حسب المتتبعين أن الكلّ مطالب بالتفكير في التحضير ولا شيء سوى ذلك، وترك مسألة التدعيم إلى وقت لاحق ولم لا إلى ما بعد “المونديال“، والإكتفاء بالأسماء التي تنقص المنتخب الوطني فقط، على غرار لحسن وإعادة جبور والشاذلي ممن يعرفون البيت جيّدا، خاصة أنها من بين الأسباب التي قد تؤثر في الإنسجام بشكل كبير، ولا يمكن لأيّ أحد أن يتكهّن بعواقبها السلبية على أداء “الخضر” في كلّ المنافسات التي تنتظره، والجميع يتمنّى ألا يكون هناك أيّ أمر قد يُزعزع إستقرار تشكيلتنا الوطنية. -------- وفاة لاعب من وهران بسكتة قلبية أثناء إجراء مباراة توفي عشية أول أمس السبت اللاعب عفير مصطفى من مستقبل عين البية الذي ينشط في بطولة القسم الشرفي الأول (وهران). الوفاة وقعت لما كان فريقه عين البية يجري مباراته التي تدخل ضمن الجولة 19 من بطولة هذا القسم أمام حي ڤورين بملعب بلدة “العيايدة”. وحسب مسير في عين البية بلعميري بلقاسم، فإن الوفاة حدثت أثناء المباراة بسبب سكتة قلبية حادة تعرض لها اللاعب. أصرّ على أداء صلاة الظهر قبل المباراة الفقيد عفير مصطفى يبلغ من العمر 26 سنة متزوج وأب لبنت تبلغ من العمر 10 أشهر. وحسب الذين يعرفونه، فإنه يتمتع بخصال حميدة، حيث يعتبر من مرتاديّ المساجد، وحريص على أداء صلاة الفجر بالمسجد. وحسب أحد مسيريه، فإن الفقيد كان قد قد طلب من مدربه السماح له بأداء صلاة الظهر قبل انطلاق المباراة، لكن مدربه اعتذر له بسبب ضيق الوقت وقرب بداية المباراة، لكن الفقيد أصر على أداء الصلاة وخرج من غرفة حفظ الملابس لأداء صلاة الظهر بمفرده، وعندما عاد إلى غرفة الملابس وجد نفسه في قائمة الإحتياط فتقبّل ذلك بشكل عادي جدا، ومع قرب نهاية المباراة طلب اللاعب من مدربه إدخاله في 10 دقائق الأخيرة، وهو ما لبّاه المدرب حيث أقحمه قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، وأثناء الفترة التي لعبها الفقيد قبل تعرضه إلى السكتة القلبية كان قد أخرج الكرة إلى التماس والحكم منح التماس للمنافس، لكن رئيس فريقه احتج على الحكم بسبب منحه التماس إلى المنافس، غير أن الفقيد طلب من رئيس فريقه الهدوء لأنه هو فعلا من أخرج الكرة، وهو ما يعكس أن الفقيد لا يعرف الغش ولا التحايل. بلعميري (أحد مسيّري عين البية): “اللاعب توفي أثناء المباراة بسكتة قلبية“ “القدر اليوم هو من خطف منا اللاعب مصطفى. كل الأمور كانت عادية... لاعبنا مصطفى كان في مقعد الإحتياط وأقحمه المدرب قبل 10 دقائق لما كان فريقنا متفوّقا بهدف مقابل صفر بطلب من اللاعب نفسه. وقد شاهدنا أن الفقيد صعد بالكرة مرتين وفي المرة الثانية ولما كان راجعا إلى منطقته شهدناه لما سقط بمفرده في وسط الميدان، فكنا نظن أنه افتعل السقوط من أجل تضييع الوقت، وحين أوقف الحكم المباراة لإسعافه دخل طبيب الفريق والمسعف فلاحظا أن الآمر خطير، فتطلب منا الأمر تحويله إلى مستشفى المحڤن على متن احدى السيارات، لأن الملعب لم تكن توجد فيه سيارة إسعاف، وفي المستشفى حاول طبيب فريقنا وحوالي أربعة أطباء بالمستشفى إنقاذ حياته، لكن بعد حوالي ساعة أخبرنا الأطباء أن الفقيد انتقل إلى جوار ربه بسبب سكتة قلبية... إنا للّه وإنا إليه راجعون”. “الهدّاف“ عزّت أسرة الفقيد بعد سماعنا بخبر وفاة اللاعب، انتقل مراسل “الهدّاف“ إلى بيت الفقيد لتقديم تعازيه وتعازي طاقم الجريدة لأسرة الفقيد. وبعد تقديم التعازي، حاولنا الإنفراد بشقيق المرحوم لمعرفة أسباب الوفاة، لكنه كان متأثرا جدا وطلب منا تأجيل ذلك إلى وقت لاحق.