كشفت وزيرة الثقافة خليدة تومي في حديث خاص ل«البلاد» أنه بحوزتها قائمة بأسماء معالم تاريخية ليس لقطاعها أي وصاية عليها وترغب في استرجاعها لتصنف في إطارها التاريخي الذي عرفت به. وقالت الوزيرة في معرض إجابتها عن استفسارنا حول تحول إقامة «جنان رايس حميدو» أو «فيلا دي تريتي» في «الأبيار» بالعاصمة، إلى مستوصف، إنها غير مسؤولة عما حدث لهذا المعلم التاريخي الذي يشكل علامة بارزة في التاريخ الجزائري كون الداي حسين وقع فيها معاهدة تسليم مدينة الجزائر إلى السلطات الاستعمارية الفرنسية، موضحة هنا أن «المعلم ليس ملكا لوزارة الثقافة بل تحت وصاية وزارة الصحة.. ولماذا تسألينني عن أمور لا يد لي فيها.. هل لأنكم تدركون أنه مغلوب على أمري وقطاعي مستضعف». وبلغة حملت الكثير من التلقائية، قالت تومي في الحديث الذي جمعنا بها أمس، على هامش مراسيم استلام هبات وتبرعات للمتحف الإفريقي الذي سينشئ قريبا، أنه من ضمن المعالم التي تفكر وزارة الثقافة في استرجاعها «برج الناموس» الذي تحول إلى «مزبلة»، وفق تعبيرها. في السياق ذاته، تبرعت خليدة تومي خلال لقاء أمس، بجميع الهدايا التي تحصلت عليها من 37 وزيرا إفريقيا، وذلك أثناء مشاركتهم في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي احتضنته الجزائر عام 2009، ليتم وضعها في المتحف الإفريقي الذي سيتم إنشاؤه قريبا وفقا لمرسوم مارس 2011، وطبقا لإحدى مواد قانون المالية. وقالت الوزيرة أمام الحاضرين «تلقيت هدايا ثمينة جدا وسأتبرع بها للمتحف الإفريقي.. لأني أعتبر هذا واجبا يمليه علي ضميري.. وهذا أضعف الإيمان.. كما أن هذه الهدايا سلمت لي باعتباري وزيرة للثقافة وليس لاعتبارات أخرى لها علاقة بالشكل». واعتبرت المتحدثة أن هذه الهبات والتبرعات ستكون من أجل إرساء تقاليد جديدة تحقق نقلة نوعية وحضارية في التعامل لدى المجتمع المدني بأفراده ومجموعاته الخاصة والعمومية. من ناحية أخرى، قامت الوزيرة بجمع تبرعات وهبات أخرى من خمس جهات، كما سيتم إعفاء كل متبرع من الضرائب بقيمة 30 مليون دينار، نظير تبرعاته للمتحف، حيث أوضحت تومي هنا أن «الدولة تحافظ على كرامة الشعب الجزائري.. وفي هذا الإطار خصصت لجنة وطنية للممتلكات الثقافية مشكلة من مختصين من مختلف القطاعات؛ تعمل على تحقيق جودة المتاحف الجزائرية». وخلال اللقاء الذي احتضنته «فيلا عبد اللطيف» في العاصمة، عرضت مخطوطات تاريخية عديدة ونادرة من بينها تماثيل إفريقية صغيرة مصنوعة من الخشب، وهبة أخرى عبارة عن كتاب «الموطأ» لمالك بن أنس وكتاب آخر في علم المنطق لأبي عبد الله محمد ابن يوسف السنوسي، وهي واحدة من مجموع 69 مخطوطا تبرعت بها مدرسة تلمسان القديمة.