رغم أن «حمّالة» وحملة الحطب الانتخابية، لم تنطلق بعد لترمي بصنارتها في بحر الأصوات المفتوحة على «القنص» السياسي، إلا أن استعراض العضلات الانتخابية من خلال وعود «لكم مني لبن و«بنّ» العصفور»، قد شرّعت أبوابها للتبضع من أسواق فقد معوزوها مذاق البطاطا، لكنهم رغم ذلك لايزالون يستحصدونهم وهما غيثه أن الشيخ جاب الله كنموذج قد خطب في فقراء أم البواقي أنه رأى عارضا من السماء أوحى إليه بأن الفقراء بعد عامهم هذا، إذا ما بايعوه، فلا خوف عليهم ولا هم يجوعون.. ظاهرة بيع الوهم في المواعيد الانتخابية عادة و«عاهة» معروفة ومتداولة على نطاق واسع، لكن جديدها في عامنا هذا أنها لم تعد تقتصر على حزبي بلخادم وأويحيى اللذين كثيرا ما «خسفا» و أخلفا وعودهما بعد أن يقضيا وطرهما، وإنما في أنه حتى مشائخ الإسلاميين ساروا على نهج أن سيدنا سليمان قد أورث خاتمه السحري لداعك من طينة شيخ العدالة والتنمية الذي لم يتردد وهو من هو عقلا و«عقالا» في» دعكه» العلني بعد تعهد بالقضاء على الفقر بعد سنة واحدة إذا ما مكنه المواطن من الإمامة الحكومية.. حين ينتهي الحال بهم إلى معاملة المواطن كقاصر «ذهني» عبر مفرقعاتهم السياسية، نستجدي منهم «عفوا» كريما حتى نحافظ على ما تبقى لنا من عقل وتعقل، فالأمر بطبعة الضحك على الأذقان هذه، لا موقع له سوى أنه كما للسلعة دكان، فإن «الهف» قد أصبحت له مشيخة، فقليل من «بنّ» العصفور يكفينا عن «لبنه» الموعود الذي فاض واستفاض فوق «لُبّنا» ولُبّ كل عاقل حكيم..