وصل خمسة خبراء دوليين ضمن بعثة شكلها الموفد الأممي والعربي إلى سوريا، الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان إلى العاصمة دمشق ضمن مسعى دولي لوضع حد لأعمال العنف المتواصلة في هذا البلد منذ أزيد من عام. وقال أحمد فوزي الناطق باسم كوفي عنان إن الخمسة يتمتعون بدراية دولية كبيرة في مجال الخبرة السياسية ومسائل حفظ السلام والوساطة، لكنه رفض - من جهة أخرى - إعطاء أية تفاصيل عن برنامج الوفد واكتفى بالقول إن الخبراء سيلتقون بمسؤولين سامين في وزراء الخارجية السورية. وقالت مصادر الأمين العام الأممي السابق إن إرسال الملاحظين الدوليين يهدف في الأساس إلى التوصل إلى اتفاق حول الإجراءات الملموسة لتجسيد مقترحات كوفي عنان التي تضمنت وضع آليات لمراقبة الأوضاع في هذا البلد. وكان كوفي عنان قد أكد الجمعة الماضية أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي انطلاقا من مدينة جنيف السويسرية أن من بين مقترحاته وقف فوري لإطلاق النار بين الفرقاء وكل أشكال العنف والقتل بين الطرفين المتناحرين. وهو ما جعل أحمد فوزي يؤكد أن الزيارة القادمة لكوفي عنان إلى العاصمة السورية تبقى مرهونة بالتقدم الذي يمكن أن يحققه الخبراء الدوليون مع المسؤولين السوريين بخصوص تنفيذ هذه الإجراءات. يذكر أن وصول الوفد الأممي إلى دمشق تزامن ووصول رئيس الصليب الأحمر الدولي جاكوب كلانبيرغر إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث أجرى مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول الوضعية الإنسانية في سوريا التي تدهورت بشكل رهيب بسبب تزايد أعمال العنف المتواصلة. وقال كلانبيرغر إنه تلقى مؤشرات إيجابية داعمة لمسعاه من أجل وقف إطلاق النار لمدة ساعتين يوميا في سوريا من أجل ايصال المساعدات الإنسانية في كل المحافظات التي تعرف مواجهات مسلحة. وقال هشام حسن الناطق باسم الصليب الأحمر الدولي إن اجتماع كلانبيرغر مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان إيجابيا بعد أن أكد على ضرورة القيام بزيارات إلى معتقلين سجنوا أثناء الأحداث والتأكد من ظروف الاعتقال. والتقى رئيس الصليب الأحمر بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في محاولة لمطالبته بالضغط على السلطات السورية من أجل إقناع دمشق بوقف ظرفي للمواجهات قصد السماح بإرسال بعثات إنسانية وايصال مساعدات إنسانية وإجلاء الجرحى والمصابين. كما تزامن وصول الخبراء الدوليين الخمسة مع اندلاع معارك ليلية ضارية بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في إحياء العاصمة دمشق. وأكدت عدة تقارير أن مئات السوريين لجأوا إلى الحدود مع تركيا بعد أن اشتدت المعارك في مدينة ادلب خلال الأيام الأخيرة مما رفع عدد هؤلاء إلى أزيد من 16 ألف لاجئ سوري فوق الأراضي السورية.