أنهى المخرج عبد الباقي صلاي فيلمه الوثائقي ''ابن باديس إمام الأمة''، حول حياة العلامة عبد الحميد بن باديس، بعد ستة أشهر من التصوير وجمع الوثائق والمعلومات من مختلف المصادر، وستحتضن مدينة قسنطينة عرضه الشرفي الشهر القادم. يعتبر الفيلم الوثائقي ''ابن باديس إمام الأمة''، الذي كتب نصه وأخرجه عبد الباقي صلاي، العمل السينمائي والوثائقي الأول من نوعه حول العلامة بن باديس، والذي يتطرق إلى جوانب خفية من حياة الإمام، سواء نضاله السياسي أو حياته الخاصة ومساهماته في الإصلاح الاجتماعي، في انتظار وضع آخر اللمسات على مشروع مسلسل عن حياة العلامة، سيناريو زهور ونيسي، وبتمويل خارجي. ويتضمن العمل الذي يستغرق 52 دقيقة، مجموعة كبيرة من الشهادات والصور النادرة، منها واحدة للإمام التقطها له السفير الألماني بالجزائر سنة 1937، وأهداها في السبعينيات لطالب الإبراهيمي، عندما كان وزيرا للإعلام، والذي بدوره قدّم شهادات عديدة عن علاقة الإمام بوالده البشير الإبراهيمي، وما كان يدور بينهما في زياراته المتكررة له. كما يتميز الفيلم بتسجيله لآخر تصريحات الشيخ عبد الرحمان شيبان، على فراش الموت في 30 دقيقة، تحدث فيها عن العلامة بن باديس وعلاقته بجمعية العلماء، كما تطرق بإسهاب إلى منهج الإمام في الإصلاح، بالإضافة إلى تسجيل آخر لخليفته عبد الرزاق قسوم. وحاول المخرج أن يعطي البعد العربي والدولي لشخصية الإمام، حيث قدّم شهادتين للمفكرين والعالمين الدكتور محمد عمارة من مصر، والقطري صاحب مشروع النهضة جاسم سلطان، اللذان أكدا على المكانة المتميزة للعلامة بن باديس في حواضر العلم والفقه. ويستعرض الفيلم عدة جوانب من حياة العلامة متجولا بين أهم المحطات الحياتية للإمام، منها قرية الهرية ومقبرة بقسنطينة ومسجد سيدي كموش وغيرها. كما توقف العمل عند أهم القضايا محل نقاش بين المؤرخين أو الدارسين، منها محاولة اغتياله التي تطرق إليها عبد العزيز فيلالي، بالإضافة إلى موقف جمعية العلماء المسلمين من الثورة التحريرية، والتي أسهب في شرحه الأستاذين عبد الهادي الحسيني وطالب الإبراهيمي، حيث أجمعا على أن بن باديس لم يدع إلى الاندماج وكل ما قيل حول مشاركته في مؤتمر فيولييت سنة 1936، والدليل على ذلك إنشاده سنة 1937 لقصيد ''شعب الجزائر مسلم ....''، إلى أن يقول ''ومن رام إدماجا له رام المحال من الطلب''. لم يهمل المخرج الحياة الخاصة للإمام، وتطرق إلى علاقته مع العائلة وقضية طلاقه وأسبابها وعدم رغبته في الزواج ثانية وموت ابنه الوحيد إسماعيل 16 عاما، والتي رواها بالتدقيق أخوه عبد الحق بن باديس، بالإضافة إلى شهادات عدد من الأسماء الجزائرية.