لم يخف خبراء معهد علوم وقاية النباتات، قلقهم حيال المضاعفات التي تفرزها ظاهرة الأمراض الفطرية التي باتت تلتهم مساحات واسعة من منتوج البطاطا في ولاية عين الدفلى، في أعقاب التساقطات المطرية الأخيرة التي أضرت بعض الشيء بالصحة النباتية في ذات الولاية. وتبرز المعطيات الواردة ل«البلاد» أن المرض الفطري الذي يعرف ب«ميليدو» كان قاب قوسين أو أدنى من إتلاف 40 بالمائة من حقول البطاطا على مستوى الولاية، وهو من أخطر الأمراض الفطرية، التي ظهرت بشكل سريع بسبب درجات الحرارة المعتدلة والرطوبة الزائدة، إضافة إلى الأمطار التي تتهاطل من حين إلى آخر. كما أرجع المصدر نفسه، عودة المرض إلى غياب المعالجة الوقائية المبكرة، بدليل أن زهاء 65 بالمائة من منتجي البطاطا لم يجروا أي عملية معالجة و20 بالمائة منهم أجروا عملية وقائية واحدة. فيما لم تزد نسبة الفلاحين الذين أجروا أكثر من عمليتين وقائيتين عن 10 بالمائة. وقال مدير المعهد بوعلام مخانق، إن من عوارض المرض إصابة جذور البذرة ويؤدي إلى تعفنها، مما ينتج عنه اصفرار السقف العلوي في البداية، ثم ظهور بقع رمادية «زغب رمادي»، وهذا يؤدي في النهاية إلى ضياع محصول سنوي قد تصل نسبته إلى 40 في المائة. في السياق ذاته، دق المدير ناقوس الخطر إزاء الخطر المتعاظم لهذا المرض الفطري الذي يزحف تدريجيا على مساحات واسعة من المنتوج الهام في الولاية التي تزود السوق الوطنية بحوالي 24 بالمائة من البطاطا، وقد أعلن مسؤولو المعهد حالة طوارئ لمواجهة الميليدو من خلال توجيه نداءات عاجلة لكافة المزارعين والمصالح الفلاحية ذات الصلة بالمنتوج لاتخاذ تدابير ميدانية لأجل منع انتشار هذا الفطر لحماية المنتوج. ووفقا لتصريحات مدير ذات المعهد، فإنه يتعين استعمال مبيدات فطرية مخترقة لصون المنتوج من الإصابة الأولية، علاوة على ذلك، شدد على إلزامية ضمان مدة العلاج المحددة بين 5 إلى 10 أيام، تأهبا لمرحلة وقائية ثانية ترمي إلى رش المنتوج بمبيدات تقضي على جذور المرض للحيلولة دون وقوع أضرار أخرى، غير أن هذا التشاؤم، بدده خبراء المحطة الجهوية لحماية النباتات بالشلف، وقللوا من حجمه، وأكدوا أن المرض لم يصل إلى الخطورة المتوقعة، حيث يمكن تدارك الأمر عن طريق العلاج الوقائي قبل استفحاله ومراقبة باقي الإنتاج بالحقول غير المتأثر بالمرض. علما أن ولاية عين الدفلى التي تحوز عشرة آلاف هكتار من المساحات المغروسة للبطاطس، تقوم سنويا على تموين 20 ولاية بقدرة إنتاجية تصل نسبة 35 في المائة، ولفت مدير المعهد إلى أن كافة المزارعين ملزمين باتباع الجدول الزمني المحدد لمكافحة العفن الفطري لتفادي عواقب وخيمة قد تضر بالجميع، مؤكدا أن المرض الذي يكافحه المنتجون الهدف منه احتواء مضاعفات جديدة، حاثا الجميع على التخلص من الرواسب قبل رش المزروعات بالمواد الكيماوية المطلوبة. تجدر الإشارة إلى أن الموسم الحالي شهد ظهورا قويا لحشرة تدعى «حفارة الطماطم «، المعروفة علميا ب «تيتا ابسوليتا» والتي مست إنتاج الطماطم الموسمية على وجه التحديد، التي تزرع بالبيوت البلاستيكية المنتشرة بمعظم البلديات الشمالية الغربية للولاية.