حذرت المحطة الجهوية لوقاية النباتات بولاية الشلف الفلاحين من احتمال إصابة محاصيل الموسم بمرض "الميليدو"، وذلك تبعا للأحوال الجوية الحالية والتي قالوا إنها تساعد على انتشار هذا المرض الذي يبدأ بتشكيل بقع زيتية في أوراق البطاطا والتي تحجب عنها الضوء وبالتالي تمنع عملية التمثيل الضوئي اللازمة لعملية النمو الطبيعي، وتأتي مخاوف المحطة الجهوية بعد إصابة محاصيل البطاطا بالولايات المجاورة بنسب متفاوتة بهذا المرض. وحسب مصدر من المحطة الجهوية فإن الأحوال الجوية المتغيرة هذه الأيام تساعد كثيرا على انتشار هذا المرض، والذي غالبا ما كبد فلاحي المنطقة خسائر معتبرة بعد أن مس في المواسم السابقة مساحات شاسعة من المزروعات، والتي لم يتم تداركها بالوقاية والمعالجة المبكرة قبل استفحال الأمر، وطالب مسؤولو المحطة من الفلاحين والمستثمرين في الزراعات المبكرة وخصوصا مادة البطاطا إلى الانتباه إلى الوقاية القبلية والمبكرة تفاديا لأي أخطار محتملة، كما حذرت ذات المحطة من خطر ظهور حشرة ضارة وخطيرة على المحاصيل الكبرى تعرف ب"الدودة البيضاء"، والتي تصيب المحاصيل الكبرى في بداية تكوين السنبلة، حيث دعت المحطة الفلاحين التقرب من مندوبي الفلاحة بالبلديات لاقتناء المبيدات الضرورية لمعالجة المحاصيل خاصة وأنها تمنح بصفة مجانية كدعم من قبل الدولة. وفي ذات السياق، أفاد ذات المصدر أنه قد تم اكتشاف أولى بوادر مرض"الميليدو" الموسم الماضي بمزارع «أولاد فارس» و«الأبيض مجاجة» شمال عاصمة الولاية، حيث مس هذا المرض مزارع هاتين المنطقتين ب30 و40 هكتارا على التوالي، وحصل ذلك نتيجة غياب عامل الوقاية وهو ما اعتبره ذات المصدر السبب الرئيس لظهور هذا المرض، حيث أن 80 بالمائة من منتجي البطاطا خلال الموسم الفارط لم يجروا أية عملية معالجة، فيما أجرى 15 بالمائة منهم عملية وقائية واحدة فيما لم تزد نسبة الفلاحين الذي أجروا أكثر من عمليتين وقائيتين عن ال5 بالمائة. جدير بالذكر أن ولاية الشلف سجلت خلال المواسم الماضية خسائر معتبرة في إنتاج مادة البطاطا بنسبة فاقت ال30 بالمائة، حيث قدرت المساحة الإجمالية المتضررة من مرض "الميلديو" ب 600هكتار من جملة 1800 هكتار مزروعة، هذا ويتخوف الفلاحون هذه الأيام من معاودة ظهور شبح المرض الذي زحف على منتجاتهم كما في العام الماضي، خصوصا وأن نفس العوامل المناخية متوفرة هذه الأيام، وهو ما سيكبدهم خسائر كبيرة جراء ضياع منتوج الموسم وكساد المنتوج المتوفر لغلائه وعدم إقبال الناس على شرائه.