شهدت عملية نقل رفاة كل من الشيخ بلحداد، أحد رموز المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي وشيخ الطريقة الرحمانية ونجله الشيخ عزيز من المقبرة المركزية بقسنطينة إهمالا وعدم مبالاة من قبل المسؤولين المحليين غير مسبوقين وذهبت أطراف بقسنطينة إلى اعتبار الأمر إهانة لأحد رموز الدولة الجزائرية، من خلال ما لاقاه الوفد الذي حضر لنقل رفاة الرجلين إلى قرية صدوق اوفلا ببجاية عملا بوصيته بأن يدفن بها وقهرا للحاكم العام الفرنسي آنذاك الذي وقف في وجه تحقيق تلك الأمنية. فبعد ان استقبل الوالي الوفد المكون من 60شخصا بينهم أحفاد الشيخ رحمه الله ومسؤولين بولاية بجاية بقاعة التشريفات لدقائق، توجهوا إلى المقبرة دون السلطات المحلية، بمعية آخرين، حيث قرئت رسالة شكر وعرفان من طرف ممثل الوفد الزائر لأهالي سكان قسنطينة على احتضانهم للشيخ، وبعد ساعات تم استخراج الرفاتين تحت تهليلات وتكبيرات الحاضرين. ولكن مالم يكن في الحسبان هو قيام المسؤولين على رأس هذه الولاية بتحضير مأدبة عشاء بمركز دار العجزة بالحامة للوفد الزائر، ثم نقله إلى مركز تكوين الأساتذة مريم بوعتورة للمبيت هناك بمرقد هذا الأخير، وهو ما اعتبره الكثيرون إهانة واحتقار من قبل المسؤولين المحليين الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء التنقل إلى المقبرة ولا زيارة الضيوف وقد تم تسجيل غياب جماعي وكأن الأمر لا يتعلق بواحد من اهم الشخضيات الدينية والثورية التي وقفت في وجه المحتلين الفرنسيين في الجزائر والتي احتضنتها مدينة العلم والعلماء لعشرات السنوات والأمر والأدهى أن المسؤولين المحليين كانوا في زردة ووعدة احد المسؤولين الذي زف ابنته. ولم تُحترم حتى رعاية الرئيس السامية التي تمت العملية تحت شعارها. للتذكير، فإن الشيخ بلحداد الشهير بمقولته سوف ارم بفرنسا إلى البحر كما ارمي عصاي هاتهس، يعد من بين أكبر المؤسسين للزوايا بالبلاد، ومنظري الحركة التحررية بها، وقد كانت مبادرة نقل رفاته تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية. وكان الشيخ قد وصى بنيه وأهله أن يدفن في مسقط رأسه غير أن الحاكم العام الفرنسي بالجزائر رفض ذلك، ليدفن الرجل الرمز وسط مقبرة المسلمين بقسنطينة في جنازة مهيبة قل نظيرها في أفريل 1873 تتحدث المصادر التاريخية على ان اسرة بلحداد من بني منصور واستقرت في ايغيل ايمولة ببلدة صدوق ببجاية ببلدة صدوق.وفيها امتهن جده حرفة الحدادة لذلك أطلقت على الاسرة تسمية الحداد تعلم الشيخ محمد أمزيان في الزاوية التي أسسها والده علي الحداد في جبال فحفظ القرآن وتعلم قواعد اللغة العربية ومنها انتقل إلى زاوية الشيخ أعراب في جرجرة التي قضى فيها وقتا طويلا أضاف إلى معارفه العلمية علوما إسلامية أخرى، وفي نهاية المطاف وعند عودته إلى أهله تولى تسيير زاوية أبيه، وقد اختاروه ليكون اماما عليهم وخليفة لطريقة محمد بن عبد الرحمن. وقد ساهم مساهمة كبيرة وفعالة في دعم مقاومة الشيخ المقراني وذلك بإكسابها تأييدا مكنها من الصمود امام الجيوش الفرنسية. استسلم لقوات الجنرال لالمان في 24جوان 1781بعد مقاومة قوية ضد العدوالفرنسي.