تم أمس، الجمعة، إعادة دفن رفات الشيخ الحداد وابنه عزيز بصدوق أوفلا ببجاية، وتمت مراسم الدفن بحضور السلطات المحلية وآلاف المواطنين الذين أبوا إلا أن يشاركوا في هذا الحدث التاريخي خاصة إذا علمنا ان الشيخ الحداد كان قد أوصى بدفنه في هذه المنطقة، علما ان ضريحه رفقة ابنه كان موجودا بقسنطينة قبل أن يتم نقل رفاتهما إلى سوق أفلا. عملية استخراج رفاة الشيخ بلحداد الرئيس الأعلى للطريقة الرحمانية ونجله، انطلقت صباح يوم الأربعاء بحضور السلطات المحلية بقسنطينة وعلى رأسهم رئيس دائرة قسنطينة، رئيس المجلس الشعبي البلدي، مدير المجاهدين، مدير الصحة ومدير الشؤون الدينية الذين استمعوا للكلمة التي قرأها أحد أحفاد الشيخ بلحداد وهي كلمة شكر وعرفان لأهالي مدينة قسنطينة التي احتضنت رفاة الشيخ ونجله لعشرات السنوات، وقد دامت عملية الحفر حوالي 8 ساعات قبل أن يكشف على قبري الرجلين، اللذين كانا يرقدان داخل صندوقين من النحاس. الوفد الذي كان يضم أعضاء من مؤسسة الشيخ بلحداد، شيوخ الطريقة الرحمانية وأحفاد الشيخ بلحداد كان مرفقا بسيارتي إسعاف، وتم استقباله من طرف والي الولاية صباح يوم الأربعاء بمقر الولاية قبل أن يتوجه إلى المقبرة المركزية. للإشارة فإن الشيخ المجاهد الحداد محند أمزيان من مواليد 1790م بقرية صدوق أوفلا بولاية بجاية، كان صاحب المقولة المشهورة "بقدرة اللّه سأرمي المستعمر في البحر كما أرمي بعصاي في الأرض" وألقى بعصاه أمام المواطنين الرافضين للاحتلال، حيث تمكن الشيخ من تأسيس جيش قوامه 300 ألف جندي وقاوم المستعمر ببسالة حتى ألقي عليه القبض ووضع تحت الإقامة الجبرية سنة 1871 قبل أن يحال على إلى المحكمة العسكرية التي أدانته ب5 سنوات سجنا نافدا بسجن الكدية بقسنطينة، إلا أن قدر شاء أن يفارق الرجل الحياة بعد سنتين فقط من الأسر وذلك بتاريخ 29 أفريل 1873 ليدفن بقسنطينة بحضور الأهالي ومريدي الطريقة الرحمانية.