الدكتور بركات وزير المرض المتنقل من الكلاب ومن القطط وعبر قنوات الصرف الصحي وحتى من خلال مآزر الممرضين أنفسهم، اعترف بأن شوارعنا أنظف وربما أكثر أمنا من المستشفيات التي ورثها عن سابقه عمار تو، ولأن الاعتراف سيد فالصحة'' وسيد الأدلة، فإن وزيرا فلاحيا سابقا قدم بلاغا موثقا ضد قطاع هو الآن مسؤوله الأول وإذا كان دكتور البيت مصدر المرض ومكمن الداء، فإن على المرضى أن يختاروا إحدى الموتتين، إما حجز سرير في شوارع أنظف من المستشفيات أو مجاورة المقابر إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا وزير بمركزه وخبرته في مشاريع الدعم والامتياز، يدين قطاعه في قضية لا تتعلق بالبحث الطبي وإنما بالصرف الصحي ويعتبر أن عمال الشبكة الاجتماعية المكلفين بتنظيف الشوارع بأجر لا يتعدى الثلاثة الآف دينار، أحسن مركزا ومضمونا ونظافة ووفاء لشوارعهم، من دكاترة وأطباء وممرضين فشلوا، ليس في معالجة الأمراض ولكن في تنظيف جواربهم الداخلية.. حينما يصبح هذا هو اعتراف الوزير وتلك حالة المستشفيات، فإن على الوزارة أن تقتني لها دكاترة وأطباء من شباب الشبكة الاجتماعية لإعادة إصلاح وتنظيف المستشفيات حتى يتم معالجة فالصحة'' من وسخها وبعد ذلك يحق لنا أن نسأل عن حال وحالة المرضى والمكلومين بمستشفيات يعلم القاصي والداني أنها تحولت إلى مراكز لإنتاج الحشرات من فئة فالفرلو'' والجرذان الفلاحية التي انتقلت من الفلاحة إلى قاعات العلاج لتساهم بشكل أو بآخر في اجراء عمليات فالعض'' الجراحية.. هذا هو الحال باعتراف الدكتور بركات، والوزارة التي تحولت مستشفياتها إلى مشروع مقاولاتي مهمته صبغ الواجهات واقتناء الزجاج المضاد للرصاص، تحتاج فعلا، نقلها للشارع لأنه أكثر نظافة منها والوزير الذي قال إن الشوراع أنظف من المستشفيات لم يخبرنا إن كانت نفس الشوارع أنظف من الوزارة ذاتها، أم أن الأمر يتعلق فقط بالمستشفيات والاعتراف الوزاري يقودنا إلى أنه إذا كان الطبيخ فاسدا فإن العلة ليست في النادل ولكن في الطباخ ذاته