قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، إن الذين يبررون الهزيمة في الانتخابات التشريعية بالتزوير، إنما يعكس قوة الصدمة التي تعرضوا إليها والبالغة 220 فولط، وطمأن المتخوفين من «هيمنة» الأفلان بالاستحواذ على الحكم و«تخييط» الدستور القادم على المقاس، بأن الجبهة التي منحها الشعب الأغلبية لا تؤمن بالتسيير الأحادي. دعا أمين عام الأفلان عبد العزيز بلخادم، مسؤولي الأحزاب المنهزمة إلى قبول الهزيمة والاعتراف بها، وذكر بلخادم في خطاب أشبه ما يكون ب«خطاب النصر» خلال لقائه الخميس مع نوابه 221 الجدد في زرالدة «على الأحزاب تحمل المسؤولية وتقبل الهزيمة التي لحقت بأطروحاتهم، المروجة لنصر واهم»، واعتبر بلخادم وهو»يتشفى» في المنهزمين، أن الاعتراف بالهزيمة هو شرط أساسي للاستقامة. ونصح بلخادم كذلك المنهزمين بأن يفكروا كثيرا قبل أن يتحدثوا عن الفوز الساحق، وكان يشير إلى الإسلاميين الذين رفعوا سقف توقعاتهم في انتخابات 10 ماي عاليا، فجاب الله قال إن فوزه تحصيل حاصل. أما تكتل الجزائر الخضراء فأكد أن نصيبه من المقاعد في البرلمان لن يقل عن 120 نائبا، زيادة على تفكيرهم المسبق في الإعداد للحكومة، قبل أن يستفيقوا من فوز «كاسح» للحزب العتيد شبهه بلخادم بصعقة كهربائية من 220 فولط، شلت كل قدرات التفكير لديهم خاصة الذين صدقوا أنفسهم، ليتوعدهم حينما خرج من النص المكتوب، بهزيمة مدوية أخرى تكون قدرتها 380 فولط. وقدم بلخادم الوصفة التي جعلت الأفلان يتربع على البرلمان، قائلا «ما تحصلنا عليه هو ثمرة خطاب صادق يتميز بالواقعية، فلم نبع الأحلام في سوق الكلام، لم نعد بالجنة أو نرهب بالنار». وفي شق آخر من حديث بلخادم، خصصه لتطمين المتخوفين من مسك الأفلان مفاتيح السلطة التشريعية، وكان بلخادم يقصد بكلامه لويزة حنون التي تخوفت من مصادرة الأفلان للدستور القادم، وقال المتحدث في هذا الشأن «نسمع الأصوات تتحدث عن جنوح للهيمنة، وحتى إن أعطانا الشعب الأغلبية، فنحن ندرك أن التسيير يقتضي توسيع دائرة المساهمة، ولا عودة لمنطق الهيمنة والحكم الواحد بعدما طلقنا الأحادية»، ليضيف «الديمقراطية لا تعني التعدي على إرادة الشعب». ليقدم جملة من الوصايا للوافدين للبرلمان، ومنها أن النيابة ليست امتيازات أو مطية لنهب المال العام واستغلال النفوذ وإذلال الناس أو الاستقواء عليهم». سي عفيف يتبرأ من «أصحاب السبت» ويخاطبهم: «تعالوا إلى كلمة سواء» تبرأ عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الحميد سي عفيف، المصنف سابقا في خانة الغاضبين على بلخادم، من اجتماع اليوم الذي يعقده الغاضبون ببوروبة لسحب الثقة من الأمين العام ومكتبه السياسي. وقال سي عفيف للصحافة، أول أمس الخميس على هامش لقاء أمين عام الأفلان عبد العزيز بلخادم مع نواب الحزب الجدد في البرلمان، «سأكون حاضرا يومي 14 و15 جوان (يقصد الدورة العادية للجنة المركزية)، أما اجتماع السبت فلست معنيا به، وأوجه ندائي إلى إخوتي في اللجنة المركزية للتحلي بالرزانة». ونفى سي عفيف أن يكون قد تعرض لبلخادم شخصيا بسوء «ليس لي أي هجوم على شخص بلخادم، ولكن كانت لي آراء ومواقف على بعض الطرق والممارسات داخل الحزب». وأضاف «نحن في حزب ديمقراطي ومن حقنا أن نعترض على ما يحدث داخله»، ليبرر «التصريحات النارية» الصادرة عنه بعد عدم ترشيحه للانتخابات التشريعية بالقول «أنا مناضل حقيقي في الأفلان، وأبحث عن مصالح الحزب لا مصالح الأشخاص». ورفض بشدة أن تلصق به تهمة التعرض لبلخادم أو الإساءة إليه ومحاولة نزع الثقة منه، قائلا «لم يصدر مني هذا الكلام ولم أخطط له، اذهبوا إلى من قال ذلك واسألوه. أما أنا فلم اعترض على عدم ترشيحي في 1997 ولم أقم بحملة ضد الحزب».