عادت نقاشات الثورة الجزائرية أو «حرب الجزائر»، كما يسميها الفرنسيون، إلى مهرجان «كان» السينمائي الدولي، وذلك بعدما شهدت الدورة الماضية ضجة كبيرة أحدثها فيلم «خارجون عن القانون» لرشيد بوشارب ودخول «اليمين المتطرف» لمنع عرضه بالقوة، وفشله في ذلك. ووفق تقارير وتحليلات عديدة، فإن «اليمين» تمكن في الدورة الخامسة والستين من فرض منطقه ونفوذه، حيث تم استبعاد فيلم «أحمد زبانة» للمخرج سعيد ولد خليفة من المنافسة الرسمية، وسارت إدارة المهرجان في طريق المنع خوفا من ردود فعل «اليمين المتطرف» و«الحركى والأقدام السوداء». ورغم هذا، تمكن الفيلم من الظهور أمام الجمهور من خلال الجناح المخصص للجزائر في التظاهرة الدولية، حيث نظمت ب«قرية ريفييرا للأفلام» مساء أول أمس، احتفالية تكريمية لهذا العمل أقامتها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بحضور طاقم الفيلم من منتج واثنين من الممثلين. كما حضر بالمناسبة إلى الجناح قنصل الجزائر بنيس علي رجال وجمع من السينمائيين والمنتجين وبعض رؤساء المهرجانات السينمائية المتواجدين في المهرجان، إلى جانب السينمائيين الجزائريين والعاملين في هذا الحقل من بينهم المخرج رشيد بوشارب والمنتج الهاشمي زرطال. وعرض بالمناسبة الشريط الإعلاني للفيلم وبعض اللقطات التي تظهر جانبا من محاكمة الشهيد أحمد زبانة. كما قدمت للزوار ملفات تشمل معلومات عن هذا الفيلم الطويل الذي يروي جانبا هاما من تاريخ الثورة التحريرية من خلال البطل زبانة الذي كان أول من نفذ فيه حكم الإعدام بالمقصلة. وكان هذا الفيلم قد رشح للمسابقة الرسمية لمهرجان «كان» 2012 ضمن 1760 فيلما؛ لكن أقصي في آخر يوم قبل إعلان القائمة الرسمية للأعمال المشاركة. من ناحية أخرى، رفض المخرج سعيد ولد خليفة الخوض في موضوع المنع والإقصاء، وقال إن قرارات المهرجان لا تعطي أسباب الإقصاء وهي حرة، مضيفا في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية أن فيلمه أقصي في آخر يوم؛ مما أثار لديه بعض التساؤلات لكنه يحتفظ بها لنفسه. وأوضح المتحدث أن فيلم «زبانة» هو أول عمل ينجز في إطار المشاريع السينمائية التي تحضر بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال، ويتناول «سيناريو» الفيلم الذي كتبه الشاعر والأديب عز الدين ميهوبي على مدى ساعتين؛ كفاح ونضال أحمد زبانة الذي كان أول شهيد ينفذ فيه حكم الإعدام بالمقصلة الصادر عن السلطات الاستعمارية. ويقوم بدور زبانة في هذا الفيلم الذي ساهمت في تمويله وزارتا المجاهدين والثقافة؛ الممثل الشاب عماد بن شني، بينما أسند دور محامي الشهيد إلى الفنان المسرحي عبد القادر جريو.