تعتبر الواجهة البحرية بباب الواد قبلة سياحية لآلاف العائلات الجزائرية سنويا خصوصا في موسم الاصطياف حيث يكثر إقبال المواطنين عليها طلبا للراحة والاستجمام، غير أن بعض العائلات باتت لا تجد الجو المناسب لاصطحاب أفرادها إلى واجهة كيتاني بعد انتشار بعض السلوكيات والممارسات التي لا تتماشى مع طبيعة العائلة الجزائرية المحافظة. حظيرة «السعادة» للألعاب والتسلية تستقطب آلاف العائلات في جولة قادت «البلاد» إلى الواجهة البحرية (كيتاني) بباب الواد قصد الوقوف على أجواء الحركة السياحية وتوافد الزوار عليها، توقفنا بحظيرة «السعادة» للألعاب والتسلية الكائنة بمنطقة قاع الصور، حيث التقينا «عادل» أب لطفلين اصطحبهما معه وكانا غارقين في السعادة باللهو واللعب بسيارت الحظيرة، سألناه عن مدى رضاه وارتياحه للخدمات الترفيهية وأجواء الأمن المتوفرين فقال: «آتي دائما إلى هنا مع أطفالي في العطل المدرسية وكذا أيام الثلاثاء مساء حين يخرج الأطفال من أقسام الدراسة، وذلك قصد تغيير جو المدرسة وإيجاد متنفس لهم يرتاحوا فيه من تعب إرهاق الدروس والفروض والواجبات، وفي ذات الوقت إبعادهم قليلا عن جو المنزل الذي لو بقيوا فيه لرأيتهم «هايجين» لا يتركون شيئا إلا وقلبوه رأسا على عقب، لذا نصطحبهم معنا إلى هنا للترفيه عن أنفسهم، حيث تراهم فرحين باللعب والتسلية ومطيعين لنا أكثر». أما عن الناحية الأمنية يضيف المتحدث: «هنا نشعر مع أولادنا بكل الراحة والاطمئنان فليس هناك ما يدعوا للقلق فالأمن متوفر ولا يوجد أي غرباء بحديقة السعادة للتسلية». بعد ذلك قصدنا مسير الحظيرة المسؤول عن بيع تذاكر الألعاب، حيث وجدناه محاطا بالأطفال الذين يحبونه كثيرا لإدخاله البهجة والسرور إلى قلوبهم من خلال توزيعه لتذاكر الألعاب عليهم حتى يلهوا ويلعبوا كما يشاؤون بحظيرة السعادة، حيث تحدثنا معه حول إقبال العائلات فقال: «نعم تتوافد علينا الكثير من العائلات هنا بشكل يومي، إذ يصطحبون معهم الأطفال بعد انتهائهم من فترة الدراسة مساءا وبالخصوص أيام العطل الأسبوعية من الأربعاء إلى السبت». وعن الأماكن التي يأتي منها الزوار قال لنا: «لا يقتصر إقبال العائلات إلينا من داخل العاصمة فقط بل هناك عديد العائلات التي تأتينا من الولايات الخارجية خاصة ولايات الغرب». وعن سعر تذاكر الألعاب يضيف مسير الحظيرة «سعر تذكرة اللعبة الواحد من الألعاب الأربعة لدينا هو20 دينارا فقط، وهو سعر جد معقول وفي متناول كل المواطنين إذ لا يجدونه مرتفعا أبدا». أما من الناحية الأمنية فأطلعنا عمي مصطفى على وجود 8 أعوان بحظيرة السعادة يوفرون الحماية والأمن اللازمين للعائلات ويسهرون على راحتهم بتوفير الجو المناسب لاصطحاب العائلات كامل أفرادها والاستمتاع بوقتها سواء في الليل أو النهار «ففي بعض الأحيان يضيع احد الأطفال من الزحام على الألعاب فيأتي بهم أعواننا إلى هنا حتى نجد ذويهم ونعيد لهم فلذات أكبادهم». ليس بعيدا عنا كان مسنا يجلس وحده على كرسي قبالة البحر تحدثنا معه عن مدى إعجابه بالمكان فرد علينا: «نعم هذه الساحة جميلة جدا إذ تعطي لقاصدها راحة البال وصفاء الذهن بعيدا عن ضجيج الحياة اليومية ومشاغلها، قدمت من بوسعادة إلى ابنتي هنا بباب الواد، حيث اقصد هذا المكان (الواجهة البحرية) كلما زرت ابنتي طلبا للسكينة والخلو بنفسي قليلا أتمعن في أمواج البحر، إلا أن هناك أمور لا تزال تنقص كعدم وجود أشجار أو مضلات كبيرة يحتمي تحت ظلها الناس من حرارة الشمس فهذا أمر كان لابد أن لا يغفله المسؤولون المعنيون هنا». كثرة توافد العشاق أبعد الكثير من العائلات واصلنا تجوالنا بالواجهة البحرية (كيتاني)، حيث وجدنا عمي حسين شيخ كبير من بابا حسن يبيع الشاي بالتجوال أخذنا عنه كوبا ب20 دينارا وتحدثنا معه حول وفود الزوار إلى المنطقة فقال: «أنا أبيع الشاي تجوالا هنا منذ 10 سنوات لاحظت فيها أن إقبال الناس على ساحة كيتاني يزداد عاما بعد آخر إلا أن الوافدين اليوم تغلب عليهم فئة الشباب خاصة «العشاق» ما جعل إقبال العائلات يقل ويكون من حين لآخر». وأضاف عمي حسين أنه: لم يتغير شيء بالواجهة البحرية منذ الوقت الذي بدأ يشتغل فيه بها إلا تلك الكراسي التي وضعت منذ حوالي 5 سنوات فقط» بعد ذلك توجهنا إلى شبان كانوا جالسين غارقين في الحديث عن كرة القدم وأحوال أنديتهم التي يشجعونها على غرار فريقي اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر (شناوة) فقطعنا حديثهم وطلبنا الانضمام إليهم فرحبوا بنا ولم نطل الحديث، إذ دخلنا في الموضوع مباشرة فسألناهم عن الزوار الوافدين إلى ساحة كيتاني وعن الأجواء التي تلقاها تلك العائلات فقال لنا احد الشبان: «تحدث هنا أمور لا تعجبنا ولا تعجب العائلات التي تضطر إلى الهروب مما تشهده الواجهة البحرية من السلوكيات المخلة بالحياء التي يقوم بها بعض الزوار (العشاق)»، إذ أكد لنا الشاب أنهم ليسوا من أبناء المنطقة وأضاف «كل سكان باب الواد متذمرين من ظاهرة توافد العشاق، إذ يضطر معظم القاطنين بالعمارات المحاذية للواجهة البحرية إلى غلق النوافذ تجنبا للحرج الذي قد ينجم عن مشاهدتهم لتصرفات لا أخلاقية». وأشار المتحدث إلى أنهم كسكان بباب الواد لم يجدوا الجهة التي يتقدمون إليها بالشكوى عن تلك الممارسات الهابطة التي تمنع الكثير من العائلات من الإقبال على هذه الوجهة السياحية حيث أكد لنا أن توافدهم قل بشكل كبير في السنوات الأخيرة، نظرا لاصطدامهم بمشاهد لا تليق بالأماكن العامة كالواجهة البحرية لكيتاني التي تحولت إلى مكان توافد وتواعد العشاق والمتحابين على مرأى المارين. النزل الكبير بكيتاني مهجور أما عن المرافق العمومية للواجهة البحرية بكيتانيو فيوجد فندق النزل الكبير لكيتاني والذي يحتوي على 56 غرفة بسعة 160 سريرا كل غرفة مجهزة بكامل وسائل الراحة والرفاهية من تلفاز وأجهزة استقبال القنوات الفضائية ومكيفات وحمام وخزانات. ورغم التسعرة المنخفضة للغرف والمقدرة ب4000 دج لليلة الواحدة، إلا أن الحجز بالفندق يقل في فصل الصيف عكس باقي فصول السنة ويرجع السبب في ذلك حسب تصريح احد مسؤولي الفندق ل«البلاد»: إلى انتهاء فترة العمل بالعاصمة إضافة إلى انقضاء فترة الامتحانات والتربصات بالمؤسسات والشركات المحلية والأجنبية وكذا دخول العطلة الصيفية، حيث يعود معظم المقيمين بالعاصمة إلى ولاياتهم، كما أن الكثير من العاصميين يذهبون رفقة عائلاتهم إلى المدن الساحلية طلبا للراحة والاستجمام. من جهة ثانية فإن الزوار المتوافدين على الواجهة البحرية بكيتاني يأتون بسياراتهم الخاصة، إذ بوسعهم العودة إلى بيوتهم في نفس اليوم ما يجعلهم في غنى عن الحجز بفندق النزل الكبير لكيتاني، وقال موظف الاستقبال بذات الفندق ل«البلاد»: «إن الفندق يفتقر إلى بعض المرافق التي تستقطب الزوار الباحثين عن الراحة والاستجمام أكثر، كغياب مسبح خاص بالفندق وكذا عدم وجود مساحات خضراء يجد فيها الوافدون راحتهم أكثر ويستمتعوا بمنظرها الجميل «. موقف السيارات يعج بالمركبات من جهة أخرى يعتبر مرأب وقف السيارات بكيتاني من أكبر الحظائر التي يلجأ إليها أصحاب السيارات قاصدي الواجهة البحرية بباب الواد وذلك نظرا لقربه منها وتوفره على الحماية والأمن للسيارات ومحتوياتها إضافة إلى اشتغاله حتى ساعات متأخرة من الليل، إذ قال مسؤول مرأب السيارات بكيتاني ل«البلاد»: «يقصدنا الكثير من الزوار ليلا ونهارا إذ لا تستطيع حظيرتنا استيعاب كل السيارات التي تقصدها في فصل الصيف وذلك راجع إلى قدرتها الاستيعابية التي لا تتجاوز 170 سيارة. إضافة إلى التوافد الكبير للمصطافين على شاطئ كيتاني وواجهته البحرية هذا الموسم، اذ تمكث العائلات للسمر على الشاطئ والتجوال بساحات باب الواد حتى أوقات متأخرة تتجاوز منتصف الليل في العديد من الأحيان قبل أن تخرج بسياراتها من الحظيرة. أما في شهر رمضان فيمتد بقاء العائلات حتى الساعة الثانية صباحا، حيث يقضون أوقاتهم في السمر على الشاطئ وكذا التبضع بأسواق باب الواد التي تكاد لا تغلق حتى ساعات الفجر الأخيرة في شهر رمضان الكريم لكثرة توافد الزبائن.