إلي سا مطربة لبنان الأولى، وراقصة الش رق وسيدته من محيط العرب إلى «محيض» الخليج النف طي، تتحول في بلاد كل شيء «من كر» إلى قضية وأولوية وط نية، شطرت الرأي و«الرّغي» العام لنصفين و«صفين» في جزائر الثورة، حيث لكل من الرأيين و«الصفين»، رعيه و«رغيه» العام الذي استند عليه ليحشد له من الجند ما جعل من معركة «إلي سا» معركة بقاء ووجود لطرف و«نصف» واحد في وطن فقدنا فيه مضمون الكلام وعنوان الموض وع ليصبح لنا مع كل موسم حص اد «ريح» لا يعني سوى أنن ا بلد بلا موضوع ولا غاية ولا هدف، فقط «ش تات» أمة تدعي الكمال والتميز والعظمة، لكنها في النهاية كما تخلفت على أكثر من صلاة وقيام، فإنها اختلفت في موضوع إليسا وفي غيرها من «أبالس ة» تعددت مراقصهم لكنهم في الن هاية، قبض وا الثمن وانصرفوا راقص ين.. البلد الذي ليس له من المواضيع إلا ما هو مرضوع من أحداث يومية، بلد مفلس على كافة التوجهات والاتجاهات، وسواء رقصت اليسا عندنا أو تم منعها بحجة تبديد «الرقص» العام، فإن ثابتنا في الموضوع أننا بلا موضوع عدا موجوع أننا فقط أبناء لحظت نا، حيث وعكس كل العالم وكل أمم الجن والإنس، أصبحنا الاستثناء الذي ليس له من هدف رسمي أو سياسي، سوى تسي ير ما طفا من أزمات لشغل الرّعي العام عن أمهات قض ايا لا أذكر أن واحدة منها موجودة على مستوى أجندتنا الرسمية والشعبية، فقط سيروا فإنكم «مس يرون» ومحيرون… نحن قوم بلا موضوع رئاسي ولا قضية رئيس ية، فقط مجموعة هوامش أتقنت السلطة صياغتها لنا، لكي نواصل مهنة الكلأ فيما تواصل السلطة ذاتها تسي يرنا وفق ما تعت قده «دوام حالها»، فمن فتوحات الكرة إلى فتوحات الانتخابات ووصولا إلى معارك إليسا وغيرها من «إليسات» المال العام، فإننا ببساطة قطيع في حلقة مفرغة تؤطر دورانه أحداث هامشية وتافهة المضمون، تصبح بفعل فاعل هي المض مون وهي «الماعون» الذي تتغير وجباته الرسمية حسب الظرف والظروف المحيطة بن ا، فالسلطة فهمت طبيعتنا ونح ن كشعب أبي و«متغابي» عن قصد فهم «طباع» حكامه، حيث اللعبة مفتوحة ومكشوفة بين هذا وذاك، فلا أسرار بين الطرفي ن، فالمواطن يعلم أنهم انتهوا قلبا و«مقلبا» أما هم، وبالطبع نقصد الحاكمين بمُرّنا، فإنهم يدركون أنهم استنفدوا كل مواضيعهم المؤقت ة وأن تسليمهم للمش عل، لم يعد «صدقة» جائرة وجارية منهم وإنما ضرورة إذا لم تحدث اليوم ستحدث غدا، فالجنان «طاب» وهم «طاب و» معه بعد أن «طاب و» فيه، والخيار الأوحد في حالة جزائر «راهم رايحين، رايحين» أن يرتب الرقص وفق مقتضيات الخروج الآمن أو خروج الشجعان، حيث لا منتصر ولا منهزم، فق ط تابعوا معنا رقصة «اليسا» الأخيرة على ركح حكومة انتهى موضوعها كما انتهى مرض وعها الشعبي.. لا أحد يدري فيما تفكر السلطة، ولا ماذا تحوي السلة غدا من م فارقات رسمية راقصة ألغت كل موضوع رئيسي، فالواقع الذي رأين اه يفجر خيرة العقول من نخبة جامعية، بمطعم جامعي حيث تلمسان عاصمة الثقافة وعاصمة الرقص، ذلك الواقع الموجع، لا يكشف فقط معطيات الغياب، وإنما يكشف سخرية الجميع من «الجموع» ففي الحين الذي تتكرر فيه مشاهد «العبث» يأتي العبث راقصا من بيروت، حيث أزمة اليسا الوطنية وما أثارته من ردود فعل متباينة بين سلطة تريدها أن ترقص حتى ينتشي الشارع، في ما طرف آخر، يتحجج برفضه للرقص دون حجاب، فلو كانت الأخت(؟؟) «إليسا» تغني بحجاب وأقلها بخمار، لأمكن التفاوض معها على رقص محتشم يلبي رغبات الجم هور كما يحافظ على الوضوء الوطني من نواقضه السياسية المتعددة اللحى.. من يرى الحرب الدائر «رغيها» بين سعاة الرقص ونقيضهم في «الغمس» السياسي، يكاد يجزم بأننا بلد فصل في كافة مشاكله وأزماته، حيث «الخواء» دفعنا للبحث عن اليسا نصطنع منها معركة، يتلهي بها الرأي العام، ليتابع أطوارها من باب الترف «الفني» الذي تطوع به المتصارعون، لمشاهد يعلم جميعهم أنه نفض يده منهم مذ زمن بعيد بعدما كفاه ما فيه من تيه عن معارك ضرب الريح بالعصي لجعله طرفا في مواضيع يعلم مسبقا أنها جزءا منهم وليست منه ..فيا أيها الس ادة على مختلف مراقص «إليسا في بلاد العجائب»..ألم تتعب وا بعد؟؟ هل سترقص إليسا على خشبة المسارح الجزائرية المشرعة على مصرعيها أم لا؟ تلكم هي القضية الك برى التي خلفت قضية ومخاوف وتهديدات»النات و»، فبعد أن انتهت السلطة والمعارضة من رقصة الناتو ومقاصفه المزعومة التي دفعت ببعض الشعب إلى إعادة جبهة بل خادم لسلطة لم تغادرها أصلا، جاء الدور على قضية إلي سا، وبين حجة تبذير الثروة الوطن ية التي تاجر بها المتبضعون من سيقان إليسا على هامش احتفالنا بذكرى الاستقلال، وكأن إليسا وحدها من ستحدث أزمة في خزينة عمومية عنوانها الرئيسي النهب لمن استطاع إليه سيولة، وبين إصرار بعض السلطة على أن الشعب محتاج ل « افرحوا ارقصوا غنوا..» على طريقة القذافي في مقارعته للناتو في سابق العدوان والآوان، بين هذا وذاك، الناتو غل بناه، وإليسا قد ترقص ولا يهم إن لم ترقص. لكن أنتم…ونقصد بأنتم جميعكم، «وقت اش اتروح وا « فالمواضيع ضاقت بك م، وتكراركم في مضغ هوامش القضايا والمواضيع أصبح شيئا مقرفا و«مقرفا» جدا…أيها الس ادة «روحوا اتريح وا»، فليس مطلوبا منكم أكثر مما قدمت م.. فحتى مخرج «لا يكلف الله نفسا إلا وسع ها» يكفل لكم حساب الدني ا، أما يوم الصراط ف ..»بينكم بين ربي»..