إذا كان الرقص وسيلة من وسائل التعبير الفني، فإنه يعتبر أيضا أحد جسور الترابط بين الثقافات المختلفة، وفي هذا السياق قدمت فرقة الفنون الشعبية التابعة للديوان الوطني للثقافة والإعلام رفقة تعاونية ''باتري دانس'' الأمريكية، ست لوحات راقصة أول أمس بقاعة الموقار. البداية كانت مع الفرقة الجزائرية التي تأسست سنة ,1996 حيث قدمت رقصات تعبرّ عن الصراع بين القوي والضعيف، فكانت الرقصات بطيئة أحيانا وسريعة الإيقاع أحيانا أخرى، لينتصر في الأخير التلاحم على الفرقة والحق على الباطل. الرقصة الثانية قدمتها فرقة ''باتري دانس'' التي جاءت من نيويورك وتأسست سنة ,1976 حيث عرضت راقصة وثلاثة راقصين، حيثيات اللوحة الثانية لهذا النشاط الفني وكانت بداية رقصتهم هذه تحت إيقاع خفيف بحيث تظاهروا بالكتابة على الهواء ومن ثم تسارعت رقصاتهم تحت إيقاع طبل، فكانت رقصاتهم جميلة ومنسجمة. اللوحة الثالثة لهذا العرض، كانت جزائرية محضة من تنشيط راقصات ارتدين ألبسة رقص بألوان مختلفة من اصفر واحمر وازرق واخضر، ليدخل الرجال المنصة وتبدأ رقصة امتزجت فيها مواهب الجميع بدرجات مختلفة، وهاهو راقص يتحرك بخفة كبيرة وراقصة ترقص إلى حد الإغماء، ليقدم كل الراقصين رقصة على الأرض، في حين كانت اللوحة الرابعة من تنشيط ثلاث راقصين أمريكيين، ارتدوا لباسا اصفر فاقعا ورقصوا تحت إيقاع أنغام افريقية. اللوحة الخامسة كانت من جديد من تقديم الفرقة الجزائرية، بحيث عرفت مشاركة مجموعة معتبرة من الراقصين على فترات متقطعة، فمرة تمتلئ المنصة براقصين كثر ومرات أخرى يشهد هذا الفضاء رقصة لراقص واحد أو لاثنين فقط، بالمقابل انتهت فعاليات هذه اللوحة بتجمع راقصيّ هذه الفرقة وقيامهم برقصات معينة مثل محاولتهم نزع أقمصتهم وكأنهم يحاولون التحرر من اختناق يعرقل تنفسهم، بعدها تظاهروا وكأنهم يستعملون الماء وكأنهم بذلك يعيدون الحياة إليهم عن طريق عنصر الحياة الحقيقي...''الماء". الرقصة الأخيرة للعرض كانت كلاسيكية نيويوركية، ارتدى فيها الراقصون ألبسة بيضاء وكأنهم خرجوا لتوهم من البالي الوطني الكلاسيكي، بعدها تغيّرت الوتيرة فجأة ليزيد معها إيقاع الرقصات ومن ثم عادت الوتيرة الهادئة والرقص الكلاسيكي الى الواجهة. للإشارة، قامت تعاونية ''باتري دانس'' الأمريكية بتنشيط ورشات''ماستر كلاس'' أثناء إقامتها بالجزائر، وقد برهنت في عرضها هذا على احترافيتها سواء من ناحية الرقص المنسجم أو حتى أبسط الأشياء، وهي اللباس المخصص للرقص. بالمقابل، ما تزال فرقة الفنون الشعبية التابعة للديوان الوطني للثقافة والإعلام محتاجة إلى المزيد من التدريب حتى تتمكن من تقديم رقصات متناسقة، وهو ما لم نشهده في عرضها الأخير، علاوة على ضرورة أن تتضمن الفرقة راقصين خفيفي الحركة، وهو ما يمكن أن نعيبه على أكثر من راقص في هذه الفرقة، وبالأخص عند الإناث، كما أن اختيار الملابس الملائمة للرقص هام أيضا وهو ما يجب أن تهتم به أيضا هذه الفرقة.