أعلن قائد الانقلاب الموريتاني ورئيس المجلس العسكري السابق الجنرال محمد ولد عبد العزيز أمس الأحد فوزه في الانتخابات الرئاسية الموريتانية، وذلك بعد أن أظهرت النتائج الأولية تقدمه بفارق كبير على منافسيه. وأشاد ولد عبد العزيز ''بأجواء النزاهة والشفافية التي تسود العملية الانتخابية''. رفض المنافسون الرئيسيون لقائد الانقلاب العسكري الجنرال محمد ولد عبد العزيز وهو الأقرب للفوز بالانتخابات الرئاسية في موريتانيا ما وصفوه بالنتائج الملفقة للانتخابات التي أجريت أول أمس السبت وطالبوا بتحقيق دولي. وقد أصدر المنافسون بيانًا أمس الأحد قالوا فيه إنهم أولاً يرفضون بشدة النتائج الملفقة، وثانيًا يطالبون المجتمع الدولي بإجراء تحقيق لتسليط الضوء على العملية الانتخابية. وأصدر المنافسون وبينهم المعارض المخضرم أحمد ولد داده، واعل ولد محمد فال، وهو قائد انقلاب سابق، البيان قبل إعلان نتائج الانتخابات. وفقًا لرويترز. وكانت النتائج الأولية لعمليات فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة الموريتانية أظهرت تقدم المرشح محمد ولد عبد العزيز بنسبة 78,15 في المائة، ثم يليه مسعود ولد بالخير بنسبة 74,81 في المائة، ثم أحمد ولد داداه بنسبة 94,11 في المائة. وكشفت النتائج الأولية أن الرئيس السابق، أعلي ولد محمد فال لم يحصل سوى على 72,4 في المائة فقط. ومع ظهور النتائج الأولية للانتخابات، احتفل أنصار ولد عبد العزيز بما اعتبروه انتصاراً كبيراً لمرشحهم، فيما أصيب أنصار المعارضة بصدمة كبيرة جراء التقدم الكبير لولد عبد العزيز. وذكرت وكالة الأنباء الموريتانية: ''إن أنصار ولد عبد العزيز أخذوا يحتفلون في الشوارع الرئيسية بالعاصمة نواكشوط، خصوصاً في الأحياء الراقية''، بينما تجمّع المئات من أنصار الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية في مقر حزب إيناد وتجمهروا أمام شاشة عرض كبيرة للنتائج حيث تظهر الفجوة الكبيرة بين المرشح ولد عبد العزيز وزعماء المعارضة الذين نافسوه بشكل قوي، خصوصا أحمد ولد داداه ومسعود ولد بالخير. من جهة أخرى لم يرسل الاتحاد الأوروبي ولا الأممالمتحدة مراقبين، ولكن فريق الاتحاد الإفريقي في موريتانيا وصف الانتخابات مساء أول أمس السبت بأنها شفافة. وكان مرشحو المعارضة الرئيسيون يعتزمون في البداية مقاطعة الانتخابات لكنهم وافقوا على المشاركة بعد مفاوضات مطولة وهو تحرك قال دبلوماسيون إنه يجعل الانتخابات أكثر مصداقية. وهذه أول انتخابات تجرى منذ الانقلاب الذي قاده عبد العزيز في أوت عام 2008ضد أول رئيس منتخب ديمقراطيًا لموريتانيا. وقد تنافس في الانتخابات تسعة مرشحين أبرزهم أحمد ولد داده ومسعود ولد بلخير والجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي انقلب على الرئيس المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في أوت عام 2008. وعزَا المراقبون المتابعون للانتخابات الرئاسية تقدم الجنرال لعدة أسباب أهمها الدعم الشعبي الكبير له في صفوف الطبقات الفقيرة المسحوقة التي رأت في شعاره نافذة لتحسين أوضاعها المعيشية، لا سيما فيما يتعلق بتعهداته بالقضاء على الفساد والتوزيع العادل للثروات. ولفت هؤلاء إلى أن الجنرال ولد عبد العزيز قام خلال ممارسته لمهامه حاكمًا عسكريًا للبلاد عقب توليه السلطة في أوت 2008بتوزيع بعض الأراضي على الفقراء، وكان أول رئيس يقوم بزيارات ميدانية للأحياء الفقيرة. وتمتد موريتانيا على مساحة شاسعة تصل إلى 3.1 ملايين كيلومتر مربع، وهناك بعض مراكز الاقتراع في المناطق الريفية النائية التي يتوقع أن تصل نتائجها في وقت متأخر.