فاز محمد ولد عبد العزيز بمقعد الرئاسة في موريتانيا بنسبة قاربت 53 بالمئة من إجمالي أصوات الناخبين الموريتانيين المعبر عنها في انتخابات حاسمة جاءت بعد مخاض عسير لازمة سياسية وفراغ دستوري حاد منذ الإطاحة بنظام الرئيس ولد سيدي الشيخ عبد الله في السادس أوت من العام الماضي. وتقدم الجنرال محمد ولد عبد العزيز بفارق كبير أمام منافسيه الثمانية الذين نافسوه في السباق إلى القصر الرئاسي في نواقشوط. وحسم ولد عبد العزيز المنافسة منذ الدور الأول وهو التحدي الذي رفعه الجنرال مباشرة بعد أدائه لواجبه الانتخابي في قصر الرئاسة أول أمس وقال انه لن يكون مضطرا لخوض الدور الثاني من هذه الانتخابات لأنه سيفوز في الدور الأول. وبدت نتيجة التصويت واضحة منذ الساعات الأولى لنهار أمس عندما شرع في فرز أوراق الناخبين والتي أكدت توجها عاما لفوز رئيس المجلس العسكري الأعلى الذي أطاح بأول رئيس موريتاني منتخب ديمقراطيا سنة 2007. وحسب النتائج فان مرشح جبهة المعارضة ورئيس البرلمان في عهد الرئيس المطاح به مسعود ولد بلخير حل ثانيا ولكن بفارق كبير جدا وراء الجنرال ولد عبد العزيز بعد ان حصل على نسبة 16.16 بالمئة من إجمالي الناخبين الموريتانيين بينما حل زعيم المعارضة الموريتانية احمد ولد داده ثالثا بنسبة 13,6 بالمئة من الأصوات المعبر عنها وحصل المرشح الإسلامي المعتدل جميل ولد منصور والذي ترشح لأول مرة في مثل هذه الانتخابات رابعا بنسبة أصوات بلغت 4,66 بالمئة متقدما على العقيد علي ولد فال الذي لم يحصل سوى على 3,78 بالمئة من أصوات الناخبين. وجاءت هذه النتائج مغايرة تماما لكل التوقعات التي سبقت عملية التصويت حيث أكدت عدة تحاليل لمختصين في الشأن الموريتاني ان السباق يستدعي التوجه إلى دور ثان بالنظر الى وزن أربعة مترشحين على الأقل ممن خاضوا هذا السباق وخاصة وسط الجدل الحاد الذي عرفته موريتانيا في سياق تفاعلات الأزمة السياسية في البلاد والتي سعت من خلاها المعارضة على نعت الجنرال ولد عبد العزيز بكل نعوت الديكتاتورية ومعاداة الديمقراطية. وربما هو الأمر الذي دفع بالمترشحين الآخرين إلى اتهام المجلس الأعلى العسكري بتزوير الانتخابات وشراء الذمم والتلاعب بأصوات الناخبين الفقراء منهم على وجه خاص. ولم ينتظر أنصار الجنرال ولد عبد العزيز إعلان النتائج النهائية وخرجوا منذ الساعات الأولى لفجر امس في مسيرات ابتهاج في شوارع العاصمة نواقشوط للتعبير عن فرحتهم بفوز مرشحهم. ووصف أربعة مترشحين إعلان فوز المرشح العسكري ب"المهزلة الانتخابية" التي سعى من خلالها الجنرال ولد عبد العزيز إعطاء الشرعية لانقلاب السادس أوت من العام الماضي. وقال مسعود ولد بلخير الذي كان يتحدث في ندوة صحفية باسم المترشحين الثلاثة الآخرين احمد ولد داده وعلي ولد محمد فال وحمدي ولد ميمو المرشح الحر وسفير موريتانيا السابق في دولة الكويت بوجود عمليات تزوير مفضوحة شابت كل العملية الانتخابية. ونشر الأربعة بيانا أمس رفضوا من خلاله النتائج "المفبركة للانتخابات" ووجهوا نداءا إلى المجموعة الدولية لإيفاد لجنة تحقيق مستقلة لكشف الخروقات التي شابت العلمية الانتخابية. كما طالبوا المجلس الدستوري ووزارة الداخلية رفض نتائج الانتخابات وحثوا الشعب الموريتاني إلى التجند من أجل إفشال ما أسموه بالانقلاب الانتخابي. واتهم الأربعة الجنرال ولد عبد العزيز بعمليات تزوير واسعة واستغلال الأوراق الانتخابية واستعمال الرشوة المقننة واستعمال وثائق انتخابية مزورة لضمان فوزه بهذه الانتخابات.