أصبح محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب لمصر بعد الثورة التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك، وهو أول رئيس يتوج بعد انتخابات تعددية حقيقية. وقبل منتصف مارس 2011، لم يكن الكثير من المصريين يعرفون مرسي، ولم يكن معروفا إلا في أوساط الإعلاميين على أنه إطار إخواني، وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، بينما كان يعرف في أوساط الأمنيين باعتباره واحدا من قيادات الجماعة التي تمثل خطرا على النظام الحاكم. لكنه استطاع اكتساب شعبية واسعة بين المصريين خلال شهور قليلة بفضل شعبية الإخوان وتواجدهم الواضح في الشارع، وصعد في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ثم خاض الجولة الثانية في مواجهة الفريق أحمد شفيق. واستطاع الوصول إلى القصر الرئاسي بعد الفوز عليه في أول انتخابات رئاسية نزيهة. وظهر مرسي في منتصف شهر مارس 2011، بشكل رسمي بوصفه رئيسا لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، ثم أعلن في أفريل من العام 2012 عن خوضه للانتخابات الرئاسية لمرشح احتياطي للمهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد، لاسيما بعدما ظهرت عوائق قانونية تحول دون خوض الشاطر للانتخابات. وصدقت توقعات الجماعة، وحرم الشاطر من خوض السابق الرئاسي، وخاضه مرسي، ولذلك ينظر منتقدوه إليه باعتباره «الإستبن»، وهي عجلة الكاتوتشوك الاحتياطية في السيارة. ولكنه استطاع التفوق على جميع المرشحين الثلاثة عشر في الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية التي أجريت يومي 23 و24 ماي الماضي، بأصوات تقترب من ستة ملايين صوت، أهّلته لدخول جولة الإعادة مع منافسه اللدود الفريق أحمد شفيق. من ناحية أخرى، ولد مرسي في أوت 1951 في محافظة الشرقية، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم ماجستير في هندسة الفلزات من الجامعة نفسها 1978م، وحاز درجة الدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982م. وعمل مدرساً مساعدا في كلية الهندسة جامعة القاهرة، ومدرسا مساعدًا في جامعة جنوب كاليفورنيا، وأستاذًا مساعدًا في جامعة نورث ردج في كاليفورنيا بين عامي 1982- 1985، وعمل في وكالة ناسا الأمريكية في هذه الفترة أيضا. وشارك في تطوير محرك المكوك الفضائي الخاص بالوكالة. وعمل أستاذا ورئيس قسم هندسة المواد في كلية الهندسة جامعة الزقازيق من العام 1985 وحتى العام 2010، وانتخب عضوا في نادي هيئة التدريس في جامعة الزقازيق. وانتخب نائبا في البرلمان في الفترة بين عامي 2000 و2005، وشغل منصب المتحدث الرسمي للكتلة البرلمانية للإخوان، وحاز لقب أفضل برلماني في العالم عن هذه الفترة. ويعتبر مرسي إطار من إطارات جماعة الإخوان المسلمين، تدرج فيها في المنصب حتى صار عضوا في مكتب الإرشاد، وتعرّض للاعتقال مرات عدة، كان آخرها في يوم 28 جانفي 2011، فيما عرف إعلاميا ب«جمعة الغضب»، أثناء الثورة، وخرج في الأول جانفي بعد فتح السجون، ولكنه رفض الهروب، ولم يخرج إلا بقرار رسمي. وعرف محمد مرسي بصاحب أشهر استجواب في مجلس الشعب عن حادثة قطار الصعيد الذي أدان من خلالها الحكومة المصرية. ويتعرّض مرسي للكثير من الانتقادات بسبب انتمائه إلى جماعة الإخوان، وينظر إليه على أنه مرشح الجماعة وليس الثورة، ويخشى من أن يحكم المرشد العام لجماعة البلاد من خلف الستار أو أن تتحول مصر إلى النموذج الإيراني في الحكم، الذي يطغى عليه الطابع الديني. لكنه أكد أنه سوف يكون رئيساً لجميع المصريين، وأن المرشد العام لجماعة الإخوان سيكون مواطنا عاديا تنطبق عليه كل القوانين، مشيرا إلى أنه تحلل من البيعة بالسمع والطاعة للمرشد العام للإخوان.