مرت عشرة أيام على مجزرة بني راشد شمال شرق عاصمة ولاية الشلف والتي راح ضحيتها أربعة أشخاص بينهم شقيقان وشرطي دون أن تعثر أجهزة الأمن على خيط يقود إلى اعتقال الشرطي الجاني الذي يعمل في رتبة عون أمن نظام عمومي بمديرية أمن ولاية المسيلة. وفي تطور مفاجئ، أعادت المصالح الأمنية المشتركة، الأربعاء الماضي صورا للقاتل «د.ب» البالغ من العمر 33 سنة على مواطني الأحياء النائية والمداشر بعدة بلديات شرقية وشمالية لعاصمة الولاية لدفعهم على التبليغ عن الجاني في حال إدراكه، موازاة مع خلية الأزمة التي شكلتها مختلف المصالح الأمنية في الشلف تحت إشراف النائب العام، حيث أعطيت تعليمات صارمة بغرض تنسيق الجهود بين المصالح تنفيذا لمقرر اجتماع أمني عقد في غضون الأسبوع الفائت. وحسب مصادر «البلاد»، فإنه تم تدارس خطة وحيدة من شأنها إعادة الانتشار الأمني في المناطق القريبة من مسرح الجريمة التي ارتكبها القاتل وتجديد عمليات تطويق كامل المنافذ المؤدية لبلدية بني راشد، وأعطيت أوامر في هذا الاتجاه إلى المصالح الأمنية بإطلاق النار على الهارب في حالة المقاومة ودعوة الجميع بتوقيف كل شخص يشتبه فيه خلال الحملات التمشيطية وتسليمه إلى المصالح المعنية بغرض التحقيق في هويته وإطلاق سراحه إذا تم التأكد أنه ليس قاتل أربعة مواطنين من عائلة قروري في منطقة «نفوسة» ببني راشد . من جهة أخرى، سجلت حالة استنفار قصوى بالطريق الوطني رقم 04 الرابط بين وهران والجزائر العاصمة وفي المنطقة المسماة «الزبابجة» على وجه التحديد لتفادي مغادرة منفذ الجريمة المنطقة الشرقية، مع العلم أن عددا من رجال الأمن من مختلف الرتب والمصالح شاركوا في ساعة مبكرة الثلاثاء الماضي في عملية تمشيط المنطقة، مستعينين بكلاب مدربة على أمل تجميع المعطيات والأدلة الكافية للإيقاع بالمتهم، في ظل ارتفاع مؤشرات الشك التي تشير إلى احتمال التحاق الجاني بعصابة إجرامية باعتباره مزودا بمسدسين وذخيرة حية.