كرّم أمس المتفوقون في شهادتي الباكالوريا والتعليم المتوسط، من نزلاء المؤسسات العقابية، في احتفالية نظمت بسجن الحراش، بحضور وزير العدل الطيب بلعيز، وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج مختار فليون، ورئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني. وبلغ عدد النزلاء الذين حصلوا على شهادة التعليم المتوسط لهذا الموسم 1404، مقابل 277 في 2008. في حين حصل 531على شهادة الباكالوريا مقابل 481في 2008، و68 ناجحا في 2003.كما ارتفع عدد النزلاء الذين يتابعون تعليمهم بالجامعة، من 175 في موسم 2007/ 2008إلى 694في موسم 2008/2009. ويتابع حاليا 20ألف نزيل دراستهم في مختلف الأطوار التعليمية و12 ألفا يتلقون تكوينا مهنيا. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أرجع المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج مختار فليون هذه النتائج، إلى سياسة إصلاح وعصرنة قطاع السجون، التي انطلقت في العام 2004.وهي السياسة التي قال إنها ''جعلت قطاع السجون مدرسة للإصلاح الاجتماعي، يتخرج منها الأشخاص المذنبون في حق المجتمع بسلوكات جديدة''. وعرض المتحدث إلى بعض معالم هذه السياسة ونتائجها، ومن بينها استحداث مساعدة اجتماعية مالية لفائدة المحبوسين عند الإفراج عنهم. وكذا التحسن الذي طرأ على ظروف الاحتباس والتغطية الصحية، وتوفير وسائل الاتصال لتميكن المحكوم عليهم من الاتصال بذويهم. كما تطرق المتحدث هنا إلى المرونة التي أصبحت تطبع مختلف أنظمة إعادة التربية، كالإفراج المشروط لأسباب صحية، والوضع في الوسط المفتوح والحرية النصفية، والاستفادة من إجازة الخروج. يحصل على البكالوريا خمس مرات من داخل السجن! من جهة ثانية، عبر المحبوسون المكرّمون عن ابتهاجهم بالنجاح الذي حققوه، مرجعين إيّاه إلى الظروف الملائمة المتوفرة داخل المؤسسات العقابية. وتقربت ''البلاد'' من السيد ق.م الذي نال معدل 74من 20في شهادة البكالوريا، حيث قال إنها المرة الخامسة التي يتحصل فيها على شهادة البكالوريا من داخل السجن، واستفاد إثرها من تخفيض 24شهرا من مدة محكوميته، مبديا تطلعه إلى تمكينه من الحرية النصفية، لمتابعة الدراسة الجامعية في فرع الترجمة. أما (و.ه)، فقد بدا مبتهجا إثر استفادته من تخفيض 24شهرا من فترة عقوبته، بعد نيله شهادة البكالوريا هذه السنة، فلم تبق من محكوميته إلا أربعة أشهر، سيستفيد خلالها من الحرية النصفية، بغرض متابعة الدراسة الجامعية، على غرار باقي الطلبة العاديين. ونوّه هذا السجين بما هو متوفر من إمكانيات موضوعة تحت تصرف المحبوسين الذين يحضّرون للبكالوريا، من بينها برنامج دراسي خاص، ومكتبة، وقاعات يجتمع فيها المحبوسون للمراجعة. كما كانت النزيلة (ب.ر) من بين المكرمين، إثر حصولها على شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية، بتفوق وبمعدل 17من 20