تشهد أغلب شوارع مدينة وهران، خاصة تلك التي تعرف توافدا كبيرا للمواطنين، تواجدا مكثفا لمصالح الأمن وعناصر الشرطة في محاولة لتقليص نشاط شبكات الإجرام التي يستفحل نشاطها طوال الشهر الفضيل، وبمعدلات قياسية عادة ما تجعل أغلب المواطنين يتساءلون عن خلفيات غياب الأمن عن ثاني أكبر مدينة في الجزائر، وبنفس المرارة أيضا مضى أغلب التجار على مستوى حي المدينةالجديدة، الدرب وكذا الحمري، يناشدون السلطات الولائية خلال الأعوام الفارطة بالتدخل لملاحقة هذه الشبكات الإجرامية. يثير التواجد المكثف لمصالح الأمن وعناصر الشرطة عبر جميع الشوارع الرئيسية لوسط المدينة، وأيضا على مستوى تلك الأحياء التي تضم أكبر الأسواق الشعبية مثل المدينةالجديدة، الدرب وحي الحمري، انتباه غالبية المواطنين الذين يتجولون براحة كبيرة وسط هذا التجند غير المسبوق، والذي تبرره مجموعة من العوامل، لعل أهمها تلك العمليات الإجرامية التي تم تسجيلها في شهر رمضان الفارط من علميات قتل تعدت 20 حالة، ناهيك عن عمليات السرقة التي تعدت أيضا 300 حالة عبر كامل تراب الولاية وحالات الشجار التي لا تكاد تتوقف هنا وهناك. وقد سبق هذا المخطط الأمني الذي أعد خصيصا لمكافحة الجريمة في شهر رمضان، مجموعة من العلميات الأخرى في الإطار ذاته، تمثلت في حملات تمشيط شاركت فيها مصالح الدرك الوطني وكذا مصالح الأمن وطالت أغلب شوارع المدينة، خاصة بالنسبة لبعض الأحياء الفوضوية التي تمثل منبعا حقيقيا لمختلف أصناف الجريمة وهي العملية التي مكنت عبر مراحل مختلفة من توقيف عدد كبير من العناصر الخطيرة التي ظلت تزرع الرعب على مستوى أغلب النقاط الحساسة بمدينة وهران، كما انتهت بتفكيك أكبر شبكة إجرامية شهدتها عاصمة الغرب الجزائري خلال هذه العشرية الفارطة، والتي كان يقودها المدعو «ميطة»، حيث كثيرا ما اشتكى أغلب تجار الجملة بحي الدرب من عمليات السرقة التي ظل ينفذها عناصر هذه الشبكة، خاصة على مستوى حي الدرب. يذكر أن التدهور الأمني الخطير الذي عرفته عاصمة الغرب الجزائري في العشرية الفارطة، والذي تجاوز جميع التوقعات، كان له وقع سلبي على عدد كبير من المواطنين الذين ظلوا ما يمتنعون عن الخروج في الليل، كما كان عليه الوضع في السابق بسبب هذه العصابات الإجرامية، ناهيك عن مجموعة كبيرة من التجار أيضا اضطرت منذ حوالي 3 سنوات إلى الدخول في إضراب عن العمل لمدة ثلاث أيام لإرغام المصالح الأمنية على إحلال الأمن على مستوى الأسواق التي ينشطون بها.