باشرت قوات الجيش الوطني نهاية الأسبوع الماضي عملية تمشيط واسعة النطاق بكل من ولايات تيبازة، وعين الدفلى والشلف، قصد ملاحقة الجماعات الإرهابية، ومحاصرة الجماعة التي ارتكبت جريمة اغتيال 14 جنديا بالطريق الرابط بين بلدتي الداموس وبني مليك، بتيبازة، على الشريط الحدودي بين ولايتي تيبازة والشلف. وأفاد موقع ''كل شيء عن الجزائر'' أن الجيش الوطني الشعبي قد نشر أكثر من 5000 جندي في كل من تيبازة وعين الدفلى والشلف، قصد تطويق الجماعة الإرهابية التي كانت وراء اغتيال 14 جنديا الأربعاء الماضي بالداموس، مضيفا - نقلا عن مصدر أمني - أن قائد القطاع العسكري لولاية تيبازة يتواجد بالمكان الذي ارتكبت فيه العملية الإرهابية، وهو مصحوب بعدة أفواج عسكرية، والتي تدعمت بعناصر أخرى جاءت من القيادة العسكرية التابعة لولايتي عين الدفلى والشلف. ونقل الموقع ذاته أن عناصر الجيش الوطني كانت قد سارعت إلى تطويق المنطقة المحيطة بمكان العملية الإجرامية، وهي مدعومة بفرق أخرى من أسلاك الأمن، وذلك قصد محاصرة هؤلاء الإرهابيين، عن طريق عملية تمشيط واسعة يتم التنسيق فيها من خلال عمليات المراقبة والاستطلاع التي تقوم بها الطائرات العمودية، التي شوهدت وهي تحلق على أعالي بلدية الداموس لتعقب العناصر الإرهابية، التي تكون قد فرت إلى الجبال المتاخمة للمنطقة والمتميزة بتضاريسها الوعرة. وتأتي عملية التمشيط الواسعة التي يقودها الجيش استجابة لطلب سكان بلديتي بني مليك والداموس، الذين ألحوا على ضرورة تعزيز الأمن بالمنطقة، قصد تجنيب منطقتهم أي تدهور أمني قد يرجعهم إلى ما كانوا يعيشونه قبل عامين، كون أن هذه العملية الإرهابية التي شنتها كتيبة الأهوال التابعة لتنظيم حماة الدعوة السلفية المنشق عن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الذي يطلق حاليا على نفسه اسم ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب'' تعد الأولى من نوعها منذ قرابة السنتين، وهي المدة التي عاشت فيها هذه الجماعات أصعب أيامها بسبب الحصار الذي فرضته عليها عناصر الأمن المشتركة والتي جعلتها تظل في عزلة تامة. وإذا كانت آخر حصيلة لعناصر الجيش الذين توفوا في موقعة الداموس قد توقفت عند 14 جنديا مغتالا، فإن عدد الإرهابيين المحاصرين بالمنطقة، والذين لقوا حتفهم على أيدي عناصر الجيش تبقى مجهولة وغير نهائية، إلا أنه من المرجح أن تكون ثقيلة. وتندرج العملية الإجرامية التي نفذت بالداموس في خانة محاولات الجماعات الإرهابية الرامية إلى الحصول على صدى إعلامي، وإخفاء التخبط الذي تعيشه بسبب الضربات الموجعة التي تتلقاها على أيدي قوات الأمن المشتركة، ومنها تلك التي أدت إلى مقتل سبعة إرهابيين بتيزي وز وخمسة آخرين بالمدية، إضافة إلى أن هدف هذه العمليات يدخل في إطار محاولة التشويش على المخطط الأمني الذي تضعه عناصر الأمن بمناسبة شهر رمضان خاصة على مستوى العاصمة، لذلك فإن هذه الاعتداءات الإرهابية تسعى إلى تحويل أنظار عناصر الأمن إلى خارج إقليم العاصمة، قصد الترصد بها، ومحاولة تنفيذ عمليات جديدة بولاية الجزائر قد تكسبها الوهج الإعلامي الذي تبحث عنه، بعد أن أصبحت معزولة في كل مناطق الوطن، ومنبوذة من الجميع، كون أن خطاباتها صارت لا تقنع حتى عناصرها الذين يغادرونها من حين إلى آخر للاستفادة من الإجراءات التي جاء بها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.