بدأ العشرات من المواطنين والمهتمين بالصحة والبيئة بدائرة بريكة، ولاية باتنة في دق ناقوس الخطر، بسبب الحالة المزرية التي يعيشها المذبح البلدي الكائن بطريق سطيف بوسط المدينة، فلا يتبادر للذهن للوهلة الأولى أن هذا المكان يصدر موادا توجه للاستهلاك الآدمي، فالنظافة منعدمة تماما والفضلات والأوساخ مترامية في كل ركن من المذبح، دون الحديث عن الروائح الكريهة التي تستقبل المتوجه إليه من على مسافة طويلة، مما ساهم في انتشار الذباب والحشرات الضارة وحتى الكلاب الضالة، وأصبح يسبب مشاكل كثيرة للعاملين في المذبح ومستغليه من الجزارين الذين يفوق عددهم 60 جزارا أكدوا أن المذبح يسير بنفس الإمكانيات منذ فتحه قبل أزيد من عشرين سنة ولم يدعم بأية تجهيزات جديدة أو وسائل للنظافة أو إعادة الاعتبار والتهيئة والتوسعة. ولا تزال الطرق البدائية في ذبح الماشية وسلخها هي السائدة لدى الجزارين مما يسبب ضياع الكثير من الوقت والجهد ويعرقل التغطية لجميع المتوافدين على المذبح الذين يتجاوزون المقيمين بمنطقة بريكة إلى المناطق المجاورة لها مثل بلديات بيطام، عزيل عبد القادر وأولاد عمار. وقد ضم الجزارون صوتهم إلى صوت المواطنين وطالبوا بإعادة الاعتبار للمذبح أو تخصيص مكان آخر لهذا النشاط يكون بعيدا عن الأحياء والتجمعات السكانية وأكدوا أن الوضع القائم يشكل خطرا حقيقيا على صحة المستهلك خصوصا في فصل الصيف. وما هو معروف عن مدينة بريكة هو كونها تسجل أعلى نسبة إصابة في الأمراض الناتجة عن قلة النظافة، حسب الإحصاء السنوي للجمعيات والمصالح الصحية المختصة. ولم يخف الجزارون والمواطنون تخوفهم من ظهور أمراض خطيرة لأن المذبح يفتقد غرف التبريد الضرورية للحوم وغياب الماء عن الحنفيات مما يجعل أدنى قواعد النظافة عملة نادرة بالمرفق، وهم يضطرون إلى الاشتراك في جلب الصهاريج لضرورة هذه المادة الحيوية. ورغم الشكاوى الموجهة إلى المصالح المعنية، إلا أن لا أحد حرك ساكنا وكأن الأمر لا يتعلق بصحة ثاني تعداد سكاني بعد عاصمة الولاية حسب المواطنين. ويطالب المحتجون على الوضع المصالح التقنية لبلدية بريكة، بالتدخل السريع من أجل تهيئة المذبح بالعتاد اللازم والإسراع في عملية الصيانة وطالبوا بعدم فتح المزاد العلني المتعلق باستثمار المذبح من طرف الخواص إلا بعد تجهيزه وتأهيله كلية وإمضاء محضر المعاينة من قبل محضر قضائي. يذكر أن المذبح يغطي ما يزيد عن ثمانين بالمائة من حاجة السوق للحوم البيضاء والحمراء. كما أن وجوده في الوضعية التي هو عليها ساهم في عزوف الجزارين عن الذبح فيه مما زاد في انتشار المذابح السرية في أحياء المدينة وهي عبارة عن مستودعات في شوارع ضيقة تستغل في عمليات ذبح الماشية ولا تتوفر على أدنى شروط النظافة وهو ما لا يخلو من الخطر كذلك على صحة المستهلكين.