«ناس الخير»، هي تسمية تعلقت بشباب أرادوا أن يرسموا البسمة على وجوه العائلات الفقيرة والمحتاجة، وتقديم يد العون لأشخاص أثقلت الحياة كاهلهم، وعاشوا الفقر بأدق تفاصيله، وغاب عنهم الأصدقاء والأقربون. وأفاد فؤاد أحد الأفراد الناشطين في مجموعة «ناس الخير غليزان» أنّ الرواية المتداولة على إطلاق هذه التسمية، جاءت في حاجز أمني للدرك الوطني، عندما كانت قافلة من الشباب في سيارتهم، متوجهين إلى ولاية الأغواط، انطلاقا من العاصمة، لتقديم يد المساعدة لإمرأة محتاجة، وأثناء الحاجز تمّ الاستفسار عن هويتهم، فردّد الشباب؟ «نحن ناس الخير»، ومن هذه اللحظة، يقول فؤاد تمّت التسمية، بعد الاتفاق عليها. وتأثر شباب غليزان بمثل هذه الأعمال الخيرية التي كان أبطالها شباب في ولايات أخرى، بعدما كانت البداية في العاصمة، فأعجب الشباب الرهيوي على وجه الخصوص بالفكرة، وطرحت معه أجندة العمل، ليبدأ في إدراج أسماء جديدة انضمت إلى الفرقة، فراح هؤلاء الشباب يتشجعون في تقديم الخدمة للأشخاص المحتاجين والأسر الفقيرة في برامج متنوعة تسير طوال السنة. وحسب فؤاد أحد أعضاء مجموعة «ناس الخير غليزان»، فإنّ فرقتهم تعد من الولايات السبع الأولى التي ظهرت فيها المجموعة. وتتخذ مجموعة «ناس الخير غليزان» من شبكة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» مقر لها، حيث يتم التواصل بين أعضائها، وبين المتبرعين، حيث تدون على صفحتهم مختلف الأعمال والزيارات والنشاطات التي تقوم بها، موضحة عملها بالصور والكتابة، من أجل كسب ثقة المحسنين.وسجلت «ناس الخير» غليزان انفردا، بعدما سبقت بلديات غليزان وعددها 38 في تقديم قفة رمضان لفائدة العائلات المحتاجة، بمناسبة شهر رمضان الكريم، حيث قدمت في اليوم الأول 30 قفة، استفاد منها معوزون في أحياء عريقة ببلدية وادي ارهيو، على غرار حي «الرتايمية»، وحي خرماشة وبوجلة»، فصنعت الفرحة مع أهلها، وأحس الشباب بخير هذه الأعمال التي قدمونها، بعدما سرقت الفرحة من الغلابى والفقراء. ولا يتوقف العمل الخيري والإنساني الذي تقوم به مجموعة «ناس الخير» بغليزان عند رمضان للتضامن مع المغبونين، حيث تنشط على طول السنة وتترصد أخبار الفقراء والمغبونين، لتزورهم، وتقدم لهم خدماتها الانسانية، حيث كانت في الأيام الأخيرة زارت عائلة بحي الرتايمية، ووفرت لها جهاز تلفاز، وأجهزة كهرومنزلية، بعدما كانت هذه العائلة بحاجة إلى «التلفاز»، في مشهد، فرحت فيه القلوب، وزالت هموم الليالي. ويتركز نشاط «ناس الخير غليزان» على العمل التوعوي والتحسيس وسط الفئة الشبانية، إيمانا منهم أنّ الشباب قادرون على خدمة بلدهم، حيث يعملون على التوعية والتحسيس ضد مواضيع مختلفة، خاصة المتعلقة بمكافحة المخدرات، والعنف داخل الملاعب، والحفاظ على نظافة المحيط، حيث نظموا في هذا السياق عدة حملات لتنظيف المقابر على مستوى وادي ارهيو وعاصمة الولاية غليزان. وتلعب « ناس الخير» غليزان دور الوسيط بين الفقراء والأغنياء، حيث تزور التجار والميسورين في محلاتهم وبيوتهم، وتشرح لهم برنامجهم، ووجهة مساعداتهم، وتطلب ثقتهم، وتؤكد لهم أنّهم شباب، مهمّتهم عمل الخير ومساعدة المحتاجين، فلا إعانة لهم من أي جهة سوى الباحثين عن فعل الخير، والأشخاص الذين يريدون أن تقدم صدقتهم وتصل إلى أصحابها ومستحقيها. وتماشيا مع المناسبة، تستعد ناس الخير لتقديم عملها في عيد الفطر المبارك، حيث تواصل التحضير لهذه المناسبة من خلال كسوة الأطفال الفقراء، الذين ينتمون إلى عائلات معوزة، وفضلا عن ذلك فإنّ هذا العمل يتزامن هذه السنة مع الدخول المدرسي، فيقومون بجمع الأدوات المدرسية لتوزيعها على التلاميذ المحتاجين لها، تشجيعا لهم لإتمام مشوارهم الدراسي، حتى لا يكون «الفقر» سببا في التسرب، والابتعاد عن المدرسة.