جماعة ناس الخير نموذج عن تلك الجمعيات الخيرية الناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للدعوة إلى المزيد من العمل التطوعي الخيري و''شربة رمضان'' التي تنظمها الجماعة، موعد آخر يضرب للجزائريين عبر ''الفايسبوك'' في إطار قفة رمضان. جماعة ناس الخير وكعادتها، تضرب موعدا عبر موقع الفايسبوك، داعية ذوي القلوب الرحمة وكل من يرغب في التطوع والعمل الخيري ليكون هذه المرة تحت شعار ''شوربة رمضان'' والذي اعتاد الجزائريون على تسميته ب ''قفة رمضان''، لتستمر العملية طوال أيام الشهر الكريم قصد تقديم أكبر قدر من المساعدة لإعانة المحتاجين والفقراء في أطول مدة، وهو ما أكده لنا الشاب ''عثماني عبد العزيز'' أحد الأعضاء المكلفين بهذه العملية وأحد مؤسسي جماعة ''ناس الخير''، في مكالمة هاتفية أجرتها جريدة ''المساء'' معه. وستتم العملية بجمع المواد الغذائية المتبرع بها، والتي تم التدقيق في تحديدها قصد اطلاع متصفحي الموقع وكل راغب في المشاركة في هذه العملية بما ستتضمنه القفة، لتكون الدعوة مفتوحة على الجميع للمساهمة بعلبة من ''الفلان'' -على الأقل- لتوزع على متحاجي57 بلدية واقعة على مستوى الجزائر العاصمة -يقول ذات المتحدث-. وفيما يخص أهم ما يميز هذه العملية، فإن الشاب ''عثماني عبد العزيز'' يقول أن ناس الخير، بفضل موقع الفايسبوك الذي جعلته مقرا لها، استطاعت تجنيد العديد من الشباب المتطوعين الجزائريين من كل أقطار الوطن، لتجد شبان من 48 ولاية يزاولون نشاطهم بنفس الطريقة التي تزاولها مجموعة ''ناس الخير'' الأم المتواجدة في العاصمة، ليبلغ عدد المشاركين إلى حد الآن حوالي 000,15شخص، وهو المبدأ الذي ترتكز عليه الجمعية ككل. ويضيف ذات المتحدث أن العملية استطاعت منذ عشرة أيام من انطلاقها أن جمع أكثر من مائة قفة على مستوى العاصمة، وفي انتظار المزيد من التبرعات يدعو الشعب الجزائري إلى اغتنام الفرصة للعمل خاصة في الأيام الأولى من شهر رمضان قصد توفير أكبر قدر من الإعانة حتى تكون بداية رمضان رحمة على الجميع. ومن جهتهم، فإن أعضاء الجمعية مستعدون لطلب المزيد من المساعدة والتبرعات من المؤسسات والمراكز التجارية والتنقل إلى كل من يتصل بها، للتبرع عبر الخطوط الهاتفية التي وضعتها من أجل ذلك. وإذا كانت الوسيلة الوحيدة التي كان يستعملها الجيل القديم في الإعلان عن الأعمال الخيرية والتطوعية هو الاعتماد على المطويات، والإعلان عن برامجها عبر القنوات الإذاعية، فإن الجيل الجديد من المتطوعين والهيئات التي تنظم مثل هذه المبادرات تحاول استعمال الوسائل الحديثة في الاتصال لدى الشباب الجزائري، وجماعة ''ناس الخير'' خير مثال على ذلك، من خلال محاولة تحسيس مختلف فئات المجتمع الجزائري بالعمل التطوعي خاصة فئات الشباب، باستعمال أقرب وسيلة من أجل الحصول على أكبر عدد من المتطوعين، حيث يقول محدثنا عبر الهاتف أن ''جماعة ناس الخير'' أجمل نموذج عن العمل التطوعي من خلال ما استطاعت إنجازه منذ ظهورها، وأفضل نموذج عن حسن استعمال موقع الفايسبوك وأجمل مثال عن ذلك هو أول مبادرة تحمس لها شباب الجماعة، بعد المشاركة في حل مأساة عجوز من الأغواط والتي قدم معارفها نداء استغاثة على موقع الفايسبوك من أجل إيجاد مأوى لها، والتي تجندوا لها عبر نفس الموقع ليجمعوا في أيام معدودة مبلغ قدره 120 مليون دينار لتوفير سكن لها''. وبهذا، تكون شعلة العمل التطوعي انتقلت إلى فئة الشباب الجزائري ليتغير مفهومه التقليدي وليعرف انتعاشا جديدا من خلال ''ناس الخير''.