يجمع شباب ''ناس الخير''، الناشطون على شبكة التواصل الاجتماعي ''فايسبوك''، منذ بداية شهر رمضان، مواد غذائية متنوعة، من أجل توزيع قفة رمضان على المعوزين، في كل من عنابةوقسنطينة والعاصمة ووهران، في مبادرة تعدّ الأولى من نوعها في الشهر الكريم. رافقت ''الخبر'' شباب ''ناس الخير'' في رحلة بحثهم عن المحسنين في أكبر المساحات التجارية الكبرى عبر العاصمة، الأبيار ودالي إبراهيم، وكلهم حماس من أجل جمع وتوزيع أكبر عدد ممكن من المعونات للمعوزين. يقول عارف مشاكرة، واحد من المبادرين: ''أنا فخور جدا بما يقوم به شباب يؤمن بأنه قادر على فعل الخير والتغيير بإمكانيات بسيطة''. وأضاف: ''تلقينا نداءات دعم ومساعدات من جزائريين يقيمون في الخارج، وهذا شيء مشجع للغاية''. أما طارق زروقي، المكلف بالإعلام بصفحة ''ناس الخير''، فيرى بأنه ''تم عن طريق ''فايسبوك'' جمع 150 قفة رمضان قبل حلول الشهر الفضيل، ويتم منذ اليوم الأول العمل على تحسيس المواطنين لتقديم المعونات، ليكون الهدف توزيع 30 قفة رمضان في بلديتين كل يوم''. وبالقرب من إحدى المساحات التجارية، كانت تقف إيمان وسيد أحمد، كانا يتحدثان مع زوّار هذا الفضاء التجاري، بمنحهم قائمة المواد التي يمكن التبرع بها، والتي تكوّن أساسا قفة رمضان. وتقول إيمان بأنها سخرت كل وقتها خلال رمضان من أجل ''ناس الخير''، حتى أنها تستعمل سيارتها الخاصة لنقل المواد إلى مستودع التخزين. وتضيف: ''أنا سعيدة لأن الجزائريين متفاعلون مع الخير، ويتبرّع كل واحد حسب مقدوره''. وتفاجأ الجميع بحجم المساعدات التي تم نقلها مباشرة إلى مستودع التخزين في بوزريعة. هناك، كان شبان آخرون، وهم زيمو ونصرو وحمزة ومهدي، يقومون بتحضير القفة حسب ما تتضمنه قائمة المواد، كالزيت والطماطم المصبرة والحمص والأرز والقهوة والسكر والدقيق. ويتم يوميا إجراء اجتماعات من أجل تنسيق العمل مع من يقومون بإعلام المواطنين بالعملية الخيرية، التي تتم بالتعاون مع جمعية ''ابتسامة''، ويتم إطلاق إعلانات ونداءات عبر ''فايسبوك'' التي يتجاوب معها الكثيرون، ويقومون بتقديم الأموال والمواد التي لا تقتصر على المساحات التجارية، بل تمتد إلى فضاء ''الفايسبوكيين'' بالأبيار، والمعروف باسم ''باب دزاير''. ويقول طارق بأن ''العملية تتجه في مسارها الصحيح، وأن اليوم الأول أظهر مدى تفاعل الجزائريين مع الفقراء، وسيتم تمويل عملية ختان عدد من أطفال الفقراء ليلة 27 من الشهر الفضيل''. كما أن عملية انتقاء المستفيدين من قفة رمضان يتم بطريقة شفافة ومدققة، حتى تصل المساعدات لمستحقيها، في كل من قسنطينةوعنابة والجزائر ووهران.