نقلت أمس بعض وسائل الإعلام في نيجيريا، أن العديد من عناصر تنظيم ''بوكو حرام'' قد تلقت تدريبات في صفوف الجماعة السلفية بصحراء الجزائر خلال السنوات الثلاث الماضية. وأضافت نفس المصادر نقلا عن جهات أمنية نيجرية، أن مصالحها الأمنية كانت قد اكتشفت أمر التنظيم في شهر ديسمبر من سنة 2006، وقالت بأن هذه المصالح قدمت هذه المصالح تقريرا حول تنظيم ''بوكو حرام'' لرئاسة الجمهورية في نيجيريا بعد سنة من التحريات. وقد قادت التحريات بحسب ما ورد في تقرير مصالح الأمن بنيجيريا، إلى أن عناصر ''بوكو حرام'' قد تدربوا على يد إرهابي جزائري يدعى خالد برناوي ينشط في المناطق الصحراوية. ويأتي المستجد الذي طرأ على الساحة الأمنية في أربع ولايات من المنطقة الشمالية النيجيرية، في ظل ما تشهده هذه الأخيرة من مجازر بلغ عدد ضحاياها المئات في ظرف زمني قياسي أثار قلق المنظمات العالمية العاملة في مجال حقوق الإنسان، ما يفسر إلى حد ما مسارعة المصالح الأمنية في هذا البلد إلى تحريك امتداداتها الإعلامية للتسويق لتخريجه إعلاميا. بحثا عن تأييد الغرب الذي اتخذ من مكافحة الإرهاب وروافد القاعدة أحد أولويات أجندتها الخارجية، وإسكاتا لأصوات المنظمات الإنسانية التي بدأت تنبش في الملف النيجيري . وبطبيعة الحال، فإن تنظيم ما يسمى بالسلفية أو تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي يبقى الشماعة المثالية التي يمكن أن يعلق عليها نظام الحكم في نيجيريا المجازر المرتكبة في حق عناصر ''بوكو حرام'' وغيرهم من المواطنين العزل في نيجيريا وبالأخص زعيم التنظيم محمد يوسف الذي أعلن عن إعدامه في مخافر مصالح الأمن بنيجيريا في ظروف غامضة ساعات عقب اعتقاله وبلا محاكمة . كما أن التسويق لما لا يمكن التثبت منه تأكيدا أو نفيا لن يتأتى إلا بالادعاء بأن بعض عناصر التنظيم النيجيري قد تدربوا في الجزائر وإضفاء الطابع العالمي على التنظيم وتأكيد ارتباطاته الخارجية. وبغض النظر عن الكثير من المؤشرات الموضوعية التي تشكك في صدقية ما ادعاه الأمن في نيجيريا، فإن قضية جماعة ''بوكو حرام''، على رأسها سكوت بيان القاعدة الذي تبنى الاعتداء الإرهابي الذي طال مجموعة من عناصر الجيش بولاية تيبازة، عما يقع في نيجيريا إلا إذا كان هذا البلد في نظر جماعة دروكدال أبعد من الصين.