الارتباط سيقلب القارة الإفريقية رأسا على عقب كشف خبراء أمنيون في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، عن اتصالات أولية جرت بين إرهابيين من منطقة الساحل الإفريقي ومسلحي نيجيريا، وأعربوا عن خشيتهم من خطر تحالف الجماعتين المتشددتين على القارة الإفريقية. وبحسب المصادر الأمنية الموريتانية، فإن أمير ما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الإرهابي عبد المالك دروكدال، المدعو أبو مصعب عبد الودود، عمد إلى الاتصال بالجماعة العنيفة المسماة “بوكو حرام”، والملقبة بطالبان نيجيريا، هروبا من ضغط الساحل، وقالوا إن دروكدال يحلم بتوسيع منطقة نفوذه جنوبا. وعبر بيان التنظيم الإرهابي صراحة عن رغبة قيادة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في خلق حلف مع التنظيم النشط في نيجيريا، وجاء فيه “إننا مستعدون لتدريب أبنائكم على التعامل مع الأسلحة، ومساعدتهم كيفما أمكننا، سواء بالرجال أو الأسلحة أو الذخائر والمعدات، لتمكينهم من الدفاع عن شعبنا في نيجيريا، ومن صد عدوان أقلية الصليبيين”. وقال مختص في ملف الإرهاب بإفريقيا في نواكشوط إن قرار الاتصال بطالبان في نيجيريا قد اتخذ، وأنه بالنسبة لعناصر القاعدة في المغرب الإسلامي الذين يتنقلون في منطقة في الساحل بسهولة، لاسيما في النيجر المتاخمة لشمال نيجيريا، فإن “الأمر ليس صعبا”، وأضاف أنه فعلا جرت محاولات اتصال بين القاعدة في المغرب الإسلامي وطالبان نيجيريا، وأن بعض العناصر الإرهابية المسلحة من الطرفين، التقيا وتحادثوا فيما بينهم في ذات الشأن. من جهته، أوضح الباحث الفرنسي وأحد واضعي التقارير لصالح مركز “كارنيغي” الأمريكي للأبحاث، جون بيار فيليو، أنه بالرغم من أن أسباب العنف في نيجيريا محلية وغير مستوردة، فإن إقدام زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال على عرض خدماته يوحي بأن نيجيريا باتت الشاغل الأساسي للقاعدة في المغرب الإسلامي، مضيفا أنه في الوقت الراهن اقتصر أمر الانضمام على عدد قليل من أفراد طالبان نيجيريا إلى تنظيم دروكدال، وقال “تم ذلك على أساس جرمي، أكثر مما هو توافق عقائدي، ومن خلال شبكات التهريب أو عصابات الجريمة المنظمة”.