غضب انقطاع الكهرباء يستهدف مرافق عمومية فتحت المجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة، تحقيقات معمقة في حوادث تخريب وحرق منشآت ضخمة تابعة للشركة الوطنية للكهرباء والغاز عبر البلديات الكبرى التي شهدت أحداث شغب منددة بالانقطاعات الكهربائية. وعلمت «البلاد» من مصادر مطلعة، أن فصيلة البحث والتحري أوقفت نحو 26 شابا شاركوا في الاحتجاجات وشرعت في استجوابهم حول ملابسات الأعمال التخريبية التي طالت المؤسسة العمومية. تجددت ليلة الجمعة إلى السبت موجة الاحتجاجات على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، إذ قام مئات المواطنين القاطنين بقرية عزيزي أحمد التابعة إدرايا لبلدية الشرفة بحركة إحتجاجية عارمة، أقدموا من خلالها على قطع المسلك الولائي المؤدي إلى عاصمة الولاية، وقد كانت عملية القطع باستعمال الحجارة والمتاريس، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية، لأن سكان هذه المنطقة لم يتقبلوا انقطاع التيار لحظات قبل الإفطار، إذ أنهم أجبروا على الاستعانة بالشموع، مما تسبب في تفجير موجة غضب عارمة، نتج عنها شلل في حركة المرور، لتتطور الأوضاع إلى حد تحطيم الواجهات الزجاجية لثلاث سيارات، حاول سائقوها المناورة بتجاوز الحاجز الذي نصبه المحتجون. إلى ذلك فقد عاشت بلدية سيدي عمار على وقع الاحتجاجات بسبب مشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، حيث قام سكان قرية برقوقة وكذا عشرات المواطنين بحي 24 فيفري بقطع الطريق باستعمال الحجارة والمتاريس مع إضرام النيران في العجلات المطاطية تعبيرا منهم عن إستيائهم من إفطارهم على ضوء الشموع وفي درجة حرارة قياسية، وهو الاحتجاج الذي عرقل حركة تنقل المواطنين من قرية حجار الديس إلى مدينة عنابة، رغم أن فرقة تابعة لوحدات التدخل السريع للمجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة، تدخلت وقامت بتفريق المحتجين، في الوقت الذي تنقل فيه ممثلون عن المجلس الشعبي البلدي إلى مكان الاحتجاج وتفاوضوا مع السكان. وأكد مصدر موثوق أن أفراد عائلته تعرضوا فعلا لابتزاز «جماعات مسلحة» أجبرتهم على دفع مبالغ مالية تتراوح بين 100 دينار إلى 200 دينار جزائري للفرد، وقد مكنت جولة ميدانية قادت «البلاد» إلى عدد من الأحياء التي شهدت انقطاعات متكررة وطويلة المدى للتيار الكهربائي من الوقوف على مشاهد هووليودية أبطالها شبان مفتولو العضلات وآخرون حفاة عراة يحملون سيوفا وخناجر لإرهاب المارة واستفزازهم، حيث عاشت العائلات لحظات رعب حقيقية في غياب تام لعناصر الأمن مثلما حدث على محاور الطريق الوطني رقم 44 في واد النيل والشابية وخرازة وبوخضرة وكذا على طول الطريق الوطني رقم 85 ببلديتي الشرفة والعلمة. في السياق ذاته، ندد المتظاهرون في مختلف مواقع الاحتجاجات التي ألهبت بلديات عنابة بتصريحات الرئيس المدير العام لشركة «سونلغاز» نورالدين بوطرفة التي أكد فيها استمرار انقطاعات الكهرباء ودراسة رفع أسعار استهلاك الطاقة في القريب العاجل، واستنكر الغاضبون تهرب المسؤول الأول عن الشركة من المسؤولية وتحميلها للمواطنين لما دعاهم إلى الاقتصاد في استغلال الطاقة وأوعز الانقطاعات إلى الضغط الكبير الذي فرضته العائلات التي صارت حسب بوطرفة – تستهلك ما نسبته 60 بالمائة من المعدل الوطني. وتتوقع مصادر مطلعة استمرار خطر تخريب وحرق منشآت تابعة ل «سونلغاز» كلما استمر مسلسل انقطاع التيار الكهربائي. ونقلت مصادر محلية متطابقة أن شركة»سونلغاز» اضطرت إلى الاستنجاد بالقوة العمومية لإطفاء لهيب الاحتجاجات غير المسبوقة، حيث فرضت وحدة التدخل السريع بالحجار التابعة لقوات الدرك الوطني تعزيزات أمنية مشددة وأوقفت حوالي 29 متظاهرا بتهمة إثارة الشغب وتخريب ممتلكات عمومية وخاصة والإخلال بالنظام العام.