تواصل الإحتجاجات على إنقطاع الكهرباء و الإقليم الجنوبي الأكثر تضررا تواصلت موجة الإحتجاجات على الإنقطاعات المتكررة للتيار بولاية عنابة مع نهاية الأسبوع، حيث كان الإقليم الجنوبي من الولاية الأكثر غليانا في هذه الإحتجاجات، خاصة بلديات الشرفة، العلمة، سيدي عمار و البوني، و التي إضطرت فيها آلاف العائلات على تناول وجبة الإفطار يوم الخميس على ضوء الشموع، لأن إنقطاع الكهرباء إمتد في بعض المناطق من الثانية زوالا إلى غاية ساعة متأخرة من السهرة، مما دفع بالسكان إلى الخروج إلى الشارع و التعبير عن تذمرهم بغلق الطرقات. فعلى مستوى بلدية العلمة أدى إحتراق محول كهربائي بقرية سيدار إلى إنقطاع التيار الكهربائي عن هذا الحي و كذا عن تجمع الحصحاصية، و قد كاد هذا الحادث أن يتسبب في كارثة، لأن النيران المتطايرة من المحول إمتدت إلى الأحراش و الأعشاب المحاذية له، ليشب حريق مهول أجبر المواطنين على إعلان حالة طوارئ قصوى تحت حرارة جو قياسية، من أجل التحكم في الوضع و منع النيران من الإمتداد إلى التجمعات السكنية، قبل أن تتدخل مصالح الحماية المدنية. و قد قام المئات من سكان قريتي سيدار و الحصحاصية بحركة إحتجاجية عارمة، أقدموا من خلالها على قطع الطريق الوطني رقم 84 الرابط بين برحال و عين الباردة، في محوره العابر لبلدية العلمة . و قد كانت عملية الغلق بإستعمال الحجارة والمتاريس ، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية ، الأمر تسبب في شل الحركة في وجه المركبات والسيارات، و التي أرغم أصحابها على تغيير مخطط السير، و العودة إلى برحال لتفادي تحطيم الواجهات الزجاجية للمركبات من طرف المحتجين الذين طالبوا السلطات المحلية لبلدية العلمة بضرورة التدخل لدى الهيئات الوصية من أجل إيجاد حل للمشاكل اليومية التي يطرحها السكان، و في مقدمتها ظاهرة الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، و التي تزامنت مع فصل الحر و شهر الصيام، إضافة إلى التذبذب الكبير المسجل في عملية توزيع الماء الشروب، بسبب كسر في القناة التي تربط هذه المنطقة بالشبكة الرئيسية. إلى ذلك فقد شهدت بلدية الشرفة تواصل موجة الإحتجاجات على إنقطاع التيار الكهربائي بقريتي لعبيدي محمد و عزيزي أحمد، حيث أقدم المحتجون على قطع المسلك الولائي المؤدي من الوطني 85 إلى عاصمة الولاية تعبيرا منهم عن إستيائهم الكبير لإنقطاع التيار عن منازلهم طيلة ظهيرة الخميس و إلى غاية السهرة، كونهم أجبروا على الإفطار بالشموع، مطالبين فرق سونلغاز بالتعجيل في إصلاح العطب، على إعتبار أن تذبذبا كبيرا سجل في هذه المنطقة منذ الثلاثاء المنصرم، إثر الحريق الذي شب في بعض أسلاك الشبكة الرئيسية جراء الضغط الكبير، و قد ظل المسلك المؤدي إلى عاصمة الولاية مشلولا منذ ظهر الخميس و في سياق متصل شهدت بلدية سيدي عمار حركات إحتجاجية قام بها سكان قرى برقوقة، الحمام و القنطرة، سببها الرئيسي الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، حيث قام السكان بالإحتجاج عبر الطريق المؤدي من سيدي عمار إلى برحال. الأمر الذي نتج عنه شلل كلي لحركة التنقل عبر هذا المسلك، كونهم لم يتقبلوا إنقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم في العديد من المرات طيلة الأسبوع المنصرم ، فقاموا بغلق الطريق بوضع الحجارة و المتاريس، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية، مطالبين بتدخل وحدات سونلغاز من أجل التحكم في الوضع، خاصة و أن الأزمة كانت قد تفاقمت بعد سقوط سلك كهربائي بمنطقة دراجي رجم. كما قام سكان بلدية البوني نهاية الأسبوع بحركات إحتجاجية في العديد من الأحياء، أعرب من خلالها السكان عن تذمرهم الكبير من تواصل ظاهرة إنقطاع التيار الكهربائي منذ أزيد من أسبوع، خاصة بمناطق البوني مركز، بوسدرة، أول ماي و بوخضرة. هذا و قد تدخلت فرق تابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة في مختلف النقاط التي عرفت إندلاع إحتجاجات، و قامت بتفريق المحتجين، من دون أن تعرف هذه الإحتجاجات أعمال تخريب، في الوقت الذي سارعت فيه فرق تقنية من مؤسسة سونلغاز إلى التدخل في محاولة لإصلاح الأعطاب.