انزلقت موجة الاحتجاجات اليومية المنددة بانقطاع الكهرباء في ولاية عنابة، من مجرد غلق الطرق بالعجلات المطاطية المشتعلة، إلى تخريب وحرق محولات كهربائية ضخمة تابعة لمؤسسة سونلغاز. وقد استدعت حالة الاحتقان مطالبة الشركة العمومية للكهرباء والغاز بتعزيزات أمنية استثنائية حول منشآتها المنتشرة عبر أقاليم بلديات عنابة، خاصة الواقعة في الضاحيتين الجنوبية والغربية. وأوقفت وحدات التدخل السريع التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة، سهرة أول أمس، 31 شخصا على خلفية الحركة الاحتجاجية العارمة التي قامت بها مجموعات سكانية بمناطق الشرفة والعلمة والشعيبة وحجار الديس و928 مسكنا ببلدية سيدي عمار والحجار. وقد خرج مئات المواطنين إلى الشوارع للتنديد بظاهرة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، كونهم استغلوا فرصة التذبذب الكبير المسجل على مستوى شبكة التزود بالكهرباء، ليقوموا بحركة احتجاجية عارمة مباشرة بعد موعد الإفطار، أقدموا من خلالها على شل حركة المرور عبر المحور الرابط بين بلديتي العلمة والشرفة وكذا سيدي عمار ومدينة عنابة، وصولا إلى حجار الديس، وذلك باستعمال الحجارة والمتاريس، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية، وقد بلغت الأمور حد القيام بمحاولة الاعتداء على أصحاب السيارات والمركبات، الأمر الذي استدعى تدخل وحدات مكافحة الشغب، والتي قامت بتفريق المتظاهرين، مع شنها حملة توقيفات وإعتقالات في أوساط المشاغبين، كانت نتيجتها توقيف 31 شخصا تم اقتيادهم إلى مقر فرقة الدرك الوطني لتحرير محاضر سماع ضدهم، قبل الإفراج عنهم، في انتظار إحالة ملفاتهم على الجهات القضائية بمحكمة الحجار الابتدائية. وفي الغضون اضطر العشرات من المسافرين الذين كانوا بصدد التنقل على متن مركبات على الطريق الوطني رقم 84 الرابط بين برحال وعين الباردة بولاية عنابة إلى الإفطار أول أمس في مطعم عابري السبيل ببلدية العلمة، وذلك على خلفية الحركة الإحتجاجية العارمة التي قام بها سكان حي سيدار تعبيرا منهم عن تذمرهم من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، لأن غلق الطريق في محوره العابر لبلدية العلمة كان باستعمال الحجارة والمتاريس، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية، الأمر تسبب في شل الحركة في وجه المركبات والسيارات، قبل أن تتطور الأوضاع بعد محاولة بعض أصحاب السيارات اختراق الحاجز المنصوب، حيث نشبت مناوشات بين المحتجين والمسافرين الذين سئموا الانتظار أمام النيران المتصاعدة من العجلات المطاطية وأغصان الأشجار، وقد كانت عواقب ذلك تحطيم الواجهات الزجاجية لثلاث سيارات سياحية حاول أصحابها تخطي موقع الاحتجاج. على صعيد متصل، أقدم مئات المواطنين على شل حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 21 الرابط بين ڤالمة وعنابة، عند مداخل بلدية الحجار، وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي، لأن سقوط سلك من الشبكة الرئيسية بمنطقة مارس عمار جراء الضغط العالي أدى إلى انقطاع التيار عن كامل أحياء البلدية، الأمر الذي نجم عنه اندلاع موجة احتجاجات عارمة، عرفت إضرام النيران في العجلات المطاطية، مع الاعتداء على أصحاب السيارات والمركبات عند مفترق الطرق بالمدخل الجنوبي للبلدية، وكانت الحصيلة تحطيم الواجهات الزجاجية لحافلتين و3 سيارات. في حين أقدم سائقو الحافلات التي كانت تقل عمال مؤسسة أرسيلور ميتال عنابة على اجتياز الحواجز النارية التي كانت منصوبة في الطريق لتفادي تكبد المركب خسائر مادية معتبرة. وفي نفس الإطار، شهدت بلدية سيدي عمار احتراق محولين كهربائيين بمنطقة حجار الديس ببلدية سيدي عمار، وكذا بوسدرة ببلدية البوني، وقد نتج عن ذلك اندلاع حركات احتجاجية عارمة، خاصة بقرية حجار الديس التي قام سكانها باحتجاز عناصر فرقة الصيانة التابعة لمؤسسة سونلغاز في عين المكان إلى حين نجاحها في عودة التيار الكهربائي إلى بيوتهم بعد انقطاع دام يوما كاملا، مما استدعى تدخل عناصر الدرك الوطني تحسبا لأي طارئ، وهي نفس الأجواء التي عاشت على وقعها أحياء بوسدرة، السرول وبيداري ببلدية البوني، بسبب احتراق المحول، وكذلك الشأن بالنسبة لحي جيني سيدار بمدينة عنابة، والذي خرج سكانه إلى الشارع وقاموا بغلق الطريق تعبيرا منهم عن استيائهم من انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة منذ نهاية الأسبوع الماضي. ولم يستبعد مصدر مسؤول من مؤسسة سونلغاز احتمال تعرض تلك المحولات إلى أعمال تخريبية، بسبب التذبذب التي تشهده شبكة التوزيع بفعل التشبع الناتج عن الاستعمال القياسي للمكيفات الهوائية. وكانت عدة بلديات شهدت صبيحة أمس، حركات احتجاجية جراء انقطاع الكهرباء، حيث قطع عشرات الشباب طرقا وطنية وولائية مستعملين المتاريس والحجارة وإضرام النار في العجلات المطاطية كما هو الحال في بلديات البوني والحجار وسيدي عمار والشرفة. بهاء الدين. م من جهة أخرى عاشت ليلة الخميس، أحياء متفرقة بقسنطينة، على وقع موجة الاحتجاجات المطالبة بإعادة التيار الكهربائي الذي انقطع عن مئات المساكن لأربعة أيام متتالية، فيما تكبد عشرات التجار والمواطنين وعدد من المصانع خسائر فادحة بعد توقف أجهزة التبريد عن العمل. قام عشرات السكان بقطع الطريق الذي يمر على حي بو الصوف، والآخر الذي يربط المنطقة الصناعية 24 فيفري بكل من شارع الصومام ووسط المدينة وذلك على مستوى ثلاث نقاط أغلقت باستعمال الحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية، التي تم حرقها رغم الخطورة التي قد تترتب على ذلك، باعتبار أن الأمر يتعلق بمنطقة تضم مصانع بداخلها مواد حساسة وسريعة الاشتعال. كما خرج سكان حي زواغي إلى الشارع وقطعوا الطريقين المؤديين إلى وسط المدينة ومطار محمد بوضياف إلى جانب سكان «الدّيانسي» في الجهة السفلية، وذلك بعدما انقطع التيار عن منازلهم لساعات طويلة اضطروا خلالها لتحمل درجات حرارة مرتفعة والإفطار على أضواء الشموع، فيما عاود ليلة أمس الأول قاطنون بحي واد الحد قطع ملتقى الطرق وعدة نقاط على مستوى الشارع الشرقي الذي يربط بين حي الدقسي ومنطقة جبل الوحش، في حين قطع سكان حي بوذراع صالح والمنشار وحي 5 جويلية عددا من الطرقات احتجاجا على الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي. وأفاد تجار للجملة في سوق الخضر والفواكه ب «البوليغون» أنهم تكبدوا خسائر فادحة خصوصا فيما يتعلق بالتمور التي أتلفت القناطير منها لتوقف غرف التخزين والتبريد عن العمل، في حين لم تنتج مصانع خاصة الحليب لمدة أربعة أيام لعدم توفرها على مولدات كهربائية، في وقت قدرت مديرية التجارة قيمة الخسائر التي تكبدها تجار الولاية بقرابة 20 مليار سنتيم، واضطرت عشرات العائلات لرمي كميات كبيرة من المواد الغذائية بعد أن فسدت، علما أن العديد من الإدارات العمومية لا تزال مشلولة لانقطاع التيار الكهربائي عنها.