أرجأت الجامعة العربية اجتماعا استثنائيا لوزراء الخارجية العرب كان مقررا عقده مساء أمس، في جدة للنظر في تطورات الأزمة السورية وقضية اختيار خليفة للمبعوث الدولي والعربي كوفي عنان، وبينما حذرت برلين من استخدام القوة العسكرية في حل الأزمة السورية، أثارت واشنطن قبل ساعات احتمال فرض منطقة حظر جوي فوق مناطق سورية. وأكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية تأجيل الاجتماع لموعد يحدد لاحقا دون إبداء أسباب التأجيل. وكان بن حلي أعلن أن الاجتماع سيبحث آخر التطورات في سوريا والسياسة التي يتعين تبنيها تجاه الأزمة بعد تعثر الجهود السياسية. وأضاف أن وزراء الخارجية العرب سيبحثون أيضا مسألة خلافة موفد الجامعة العربية والأممالمتحدة إلى سوريا كوفي عنان الذي طلب في الثاني من هذا الشهر إعفاءه من منصبه بعدما بلغت مساعيه لتسوية الأزمة في سوريا سلميا طريقا مسدودة. وسرت قبل أيام تكهنات قوية بأن يتم اختيار وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي لخلافة عنان, بينما رجح السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار آرو أن يُتخذ قرار بهذا الشأن خلال أيام. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ضمان «وجود مرن» للمنظمة الدولية في سوريا بعد انتهاء مهمة المراقبين سيؤمن وسائل غير منحازة لتقييم الوضع على الأرض. وقال في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الدولي إن وجودا متواصلا في سوريا يذهب أبعد من العمل الإنساني سيسمح بالتزام منهجي وفعلي للعمل مع الأطراف السوريين داخل البلاد وفق بان. وأكد بان أن الأممالمتحدة لا تستطيع قطع دعمها بينما الأزمة مستمرة «بل علينا التأقلم مع الوضع ومواصلة جهودنا»، على حد تعبيره. ويفترض أن تنتهي مهمة المراقبين في 19 من الجاري بعدما صوت مجلس الأمن الشهر الماضي على تمديدها «لمرة أخيرة» ثلاثين يوما. من ناحية أخرى، حذر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله من استخدام القوة العسكرية في حل الأزمة في سوريا. وفي مقابلة مع صحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية الصادرة اليوم طالب بتمكين الرئيس السوري بشار الأسد في حال الضرورة من السفر إلى منفى إذا كان هذا الحل سيؤدي إلى إنهاء «الحرب الأهلية» في البلاد. وأوضح فيسترفيله أن مثول الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي سيكون أفضل الحلول لكنه إذا كانت مغادرته للبلاد بشكل طوعي ستؤدي إلى الحيلولة دون المزيد من إزهاق الأرواح فإن «الملاحقة القضائية للأسد لا تمثل أولوية إلا أن الشيء الأهم هو إنهاء القتل وتمكين سوريا من مستقبل «مسالم ديمقراطي». وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ألمحت إلى احتمال فرض حظر جوي فوق مناطق سورية، بما يساعد المعارضة السورية ويضع حدا للهجمات الجوية التي يشنها الطيران السوري على مدن مثل حلب وريفها. وقالت بعد محادثات أجرتها في إسطنبول مع الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إن واشنطن وأنقرة تدرسان خطط دعم قوات المعارضة السورية، وإن الاستخبارات والجيشين التركي والأمريكي لهم أدوار يقومون بها. وتحدثت الوزيرة الأمريكية عن اتفاق تركي أمريكي على خطة طوارئ للتعامل مع الأزمة السورية بما يساعد على تسريع الانتقال السياسي في سوريا.