التحاق 19 عنصرا جديدا بالجبال مقابل 114 السنة الماضية نداءات القيادات السابقة، علماء الأمة وجهود قوات الأمن تنجح في شل حركة تنظيم دروكدال عرف تجنيد عناصر جديدة في التنظيم الإرهابي، لما يعرف بتنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، تراجعا ملحوظا خلال السنة الجارية، مقارنة بالسنوات الفارطة، وقد تقلصت النسبة إلى 600 في المائة هذه السنة،مقارنة بالسنة الماضية. وربط متتبعون هذا التراجع الكبير بتأثير فتاوى علماء الأمة الإسلامية في نفوس المتعاطفين، وهي الفتاوى القاضية بدحض النشاط المسلح في الجزائر وتحريمه، إلى جانب ذلك ذكر متتبعون تأثير نداءات القيادات السابقة المؤسسة للعمل المسلح بالجزائر، التي أكدت عدم جدوى العمل المسلح، لزوال أسباب قيامه سنوات التسعينات، ولعل أكبر أثر كان له رجع الصدى، هو ما جاء في نداء حسان حطاب مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال وأميرها سابقا، الذي دعا لتطليق العمل المسلح، قائلا أنه طلق السلاح لأن تصرفات النظام تغيرت، ''تغيرت تصرفات النظام فتغيرنا نحن أيضا''، علاوة على خروج نشاط التنظيم عن النهج الذي تم رسمه في البداية، وتبنيه نهج ''الخوارج''. وأفادت مصادر موثوقة ل ''النهار''، أن 19 عنصرا جديدا التحقوا بالتنظيم الإرهابي المسمى تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، خلال الأشهر الستة المنقضية، وحسب ما تتوفره ''النهار'' من معلومات، فإن 3 عناصر من الملتحقين الجدد، هم من منطقة باش جراح شرق العاصمة، وواحد من ولاية بومرداس وآخر من ولاية تيزي وزو. وفي السياق ذاته؛ أوضحت مراجعنا أن عدد المقبلين على الالتحاق بالعمل المسلح في انخفاض مستمر، حيث بلغت نسبة التراجع أكثر من 600 في المائة بالنسبة للسنة الجارية مقارنة بالماضية، إذ بلغ عدد الملتحقين بالجبال سنة 2008، 114 إرهابي، أغلبهم تم القضاء عليهم في عمليات نوعية لمصالح الأمن. ويعزو متتبعون يشتغلون على الملف الأمني، التراجع الحاصل في الالتحاق بالعمل الإرهابي، إلى تأثير النداءات المستمرة التي أطلقها علماء الأمة الإسلامية، ومنظرو التيار السلفي الذين دحضوا العمل المسلح بالجزائر، حيث أكدت كل الفتاوى التي أفتى بها علماء الأمة بعدم شرعيته، واعتبرته استباحة لدماء المسلمين المعصومة شرعا. وفي الشأن ذاته؛ أضاف الخبراء أن النداء الذي أطلقه حسان حطاب المدعو أبو حمزة، أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، ومؤسسها، كان له تأثير كبير على المتعاطفين مع التنظيم الإرهابي النشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، خاصة أولئك الذين كانوا ينظرون إلى الالتحاق بالعمل المسلح من منظور ديني، وبتأثر بالسابقين وعلى رأسهم مؤسسيه الذين التحقوا في ظروف غير الظروف التي يلتحق بها المجندون حديثا، وبحسب متتبعين، فإن أغلب الملتحقين القدامى بالتنظيم كان لديهم قناعة مفادها الجهاد لإقامة دولة إسلامية، غير أن تبرأ القيادات السابقة التي كانت مؤسسة لهذا التنظيم، وعلى رأسهم حطاب، واعتماد دروكدال نهج الخوارج في تنفيذ عملياته ضد العزل، كان كافيا لتطليق الرغبة في الالتحاق بمعاقل التنظيم الإرهابي. وفي سياق ذي صلة؛ أوضح متتبعون يشتغلون على الملف الأمني، أن عدد العناصر الإرهابية تقلص بشكل كبير مؤخرا، نتيجة العمليات النوعية التي شنتها مصالح الأمن المشتركة ضد بقايا التنظيم الإرهابي، والتي مكنت من القضاء على عدد كبير منهم، وقد ساهم في نجاح هذه العمليات الوشاية والاختراق الذي تعتمده قوات الأمن في تنفيذ عملياتها ضد من تبقى من عناصر بالمعاقل الأخيرة للتنظيم، إذ دفع التشديد الأمني، دروكدال للتفكير في خطة لفك الحصار، بالفرار من منطقة الوسط وتنفيذ عمليات بمناطق معزولة لتشتيت نشاط قوات الأمن التي تضرب طوقا أمنيا مشددا يصعب اختراقه، وفي الشأن ذاته؛ يرى الخبراء أن دروكدال عمد مؤخرا لتنفيذ عمليات معزولة بمناطق مختلفة، بهدف فك الخناق عن منطقة الوسط، والتمكن من التحرك بعد أن شل نشاط التنظيم نهائيا، وهي الخطة التي تفطنت لها مصالح الأمن، وضاعفت على إثرها عناصرها بمختلف المناطق دون إغفال منطقة تواجد التنظيم الإرهابي، وبالتالي فإن الخيار الوحيد الذي تبقى لبقايا عناصر التنظيم الإرهابي، هو الاستسلام والاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي مازالت أبوابه مفتوحة، أو الموت على يدي مصالح الأمن.