بدأت معاناة طلبة جامعة وهران مؤخرا فيما يتعلق بتقديم ملفات المنح الجامعية، لاسيما الجدد منهم التي من المفترض أن يستفيد منها جميع الطلبة باعتبارها حقا يقتضيه دخول التعليم العالي، إلا أن العديد من الذين وقعوا ضحايا للاختلاسات المتتالية بجامعة الغرب الجزائري أكدوا أنهم لم يحظوا بهذه المنح وفي أحسن الأحوال كانت تصل حساباتهم الجارية دفعة واحدة ولكن بسدس المبلغ المتوقع أو ربعه. وهو ما أثار حفيظة الطلبة أما الموظفون المعنيون بتسيير هذه المعاملات فزعموا أن عدم تقديم المبالغ كاملة للمعنيين يعود إلى أن أوليائهم يتحصلون على رواتب شهرية جيدة لا تستوجب فإعانة الدولةف متناسين في ذلك أن هذه المنح ما هي إلا حق طلابي تمنحه الدولة لطلبتها من أجل تسهيل سنوات تمدرسهم بغض النظر عن قيمة هذه العطية التي يراها بعض الطلبة أنها غير كافية لحياة الطالب لاسيما الوافدون منهم من الولايات الجنوبية، إذ أكدوا على أن مصاريف التنقل لوحدها تفوق مبلغ المنحة المقدر حاليا ب 2500دج مع الإشارة إلى أن رئيس الجمهورية أكد أن هذه القيمة سترتفع إلى 4000دج من أجل استيفاء أكبر قدر من متطلبات المتمدرسين. والأدهى والأمر في هذه القضية أن هناك أطرافا من الموظفين العاملين في مكتب المالية واستقبال ملفات المنح في جامعة السانيا بوهران، يعمدون إلى طلب شهادات مزورة من الطلبة تخص كشوفات أجور آباءهم بهدف تقليصها في حال كانت رواتبهم تتجاوز 30ألف شهريا حتى يتسنى لهم الحصول على حقوقهم في إعانة الجامعة، إلا أن وجود أيادي خفية في القضية سلبت العديد من الطلبة حقوقهم في هذه المنح إلى درجة أن تخلى الكثير منهم عن دفع الملف الخاص بذلك تجنبا للتصادم مع هؤلاء الذين احترفوا فن الاختلاسات وفالتبلعيطف لاكتناز الأموال من خلف ظهور الطلبة الذين سئموا الشكاوى المتكررة في انتظار تحرك الجهات المسؤولة لوضع حد لهذه المهزلة التي تتشارك بها أطراف فاعلة داخل الحرم ويقع ضحيته الطلبة الذين أكدوا على قناعتهم بأن المنحة الجامعية هي حقا ثابت لكل طالب ولا دخل في ذلك لرواتب أوليائهم في الحيلولة دونها على أمل أن يحمل الموسم الجديد الخبر للمعنيين، لاسيما المتحصلين الجدد على شهادة البكالوريا.