يستلم الطلبة الجامعيون ابتداء من ربيع السنة الجارية، الزيادة في المنحة الجامعية المقدرة ب50 بالمئة التي اقرها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة السنة الماضية، وينتظر أن يستفيد هؤلاء من هذه الزيادة خلال مارس المقبل، أي في الثلاثي الأول من السنة الجامعية الجديدة، التي يتحصل الطالب خلالها على أربع منح، آخرها كان بداية الدخول الجامعي الحالي. أكد بعض الطلبة ل "المساء" أن قرار الزيادة في المنح سيكون ساري المفعول في مارس أو أفريل من العام الجاري، باعتبارها الفترة التي اعتادوا خلالها استلام أول منحة خاصة بالعام الدراسي الجديد، الذي شهدت بدايته الشروع في اتخاذ التدابير الخاصة بتطبيق الزيادة من قبل الديوان الوطني للخدمات الجامعية واتخاذه لإجراءات خاصة بسلم تقييم المنحة الموجهة للطلبة وإيداعهم الملف الخاص بها. وفي هذا الصدد؛ أشار مصدر من الديوان "للمساء" انه تم تمديد فترة إيداع الملفات الخاصة بالمنحة إلى نهاية ديسمبر الفارط، بدلا من تاريخ الثامن عشر الذي كان محدد مسبقا، وذلك لتمكين مختلف الطلبة من تكوين ملفاتهم وإيداعها كاملا، خاصة ان عددا منهم تأخر في إيداع الملف في الوقت المناسب بسبب الطوابير الطويلة التي تشكلت أمام المصالح المعنية، حيث فضل هؤلاء إرجاء إيداع ملفهم إلى غاية أن يخفّ الضغط على مصلحة إيداع الملفات المرتبط بالشهادة المدرسية للطالب. وقد شرعت المصالح المختصة على مستوى الديوان الوطني للخدمات الجامعية منذ فترة في العمل على تعديل قيمة المنحة التي يستفيد منها الطلبة، وإدراج الزيادة التي ستنتقل المنحة بموجبها من 2700 دينار إلى4100 دينار، والذي نتجت عنه زيادة في ميزانية التسيير المخصصة لوزارة التعليم العالي في قانون المالية للسنة الجارية والتي بلغت 173.48 مليار دينار أي بنسبة زيادة قدرها 11.81 ، موزعة بين مؤسسات التعليم العالي والديوان الوطني للخدمات الجامعية ووكالات البحث والإدارة المركزية وديوان المطبوعات الجامعية، بالإضافة إلى التكفل بنفقات الهياكل التي ستنجز خلال الشطر الأول من الخماسي القادم 2010 - 2014 وكذا لمواجهة الانعكاس المالي لفتح 8000 منصب جديد. وتمثل حصة من الغلاف المالي الذي تم رصده لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي الأثر المالي لقرار رئيس الجمهورية الذي سيمس عددا معتبرا من الطلبة الذين ارتفع عددهم هذه السنة، والذين لا تتعدى مداخيل اوليائهم 80 بالمئة من الأجر الوطني المضمون، حيث تشير المعطيات إلى ان غالبية الطلبة يستفيدون من المنحة، وأن عددهم يقدر ب870 الف طالب أي بنسبة تقارب 80 بالمئة من عدد الطلبة المسجلين، بينما يقدر عدد المقصيين من الاستفادة ب20 بالمئة. وبناء على هذه المعطيات، فإن التخصيص المالي للديوان الوطني للخدمات الجامعية سيرتفع بشكل ملحوظ هذا العام لتطبيق الزيادة، غير أننا لم نتمكن من إجراء لقاء مع مدير الديوان للحصول على المبلغ المرصود للعملية، بسبب التعقيدات المعتمدة على مستوى هذه الهيئة لاستقبال ممثلي الإعلام، علما أن الديوان استفاد خلال السنة الجامعية الماضية من مبلغ مالي قدر ب4200 مليار سنتيم، للتكفل بمصاريف الخدمات الجامعية المتمثلة في منحة النقل والإطعام، التي يستفيد منها الطلبة الذين يتزايد عددهم من سنة إلى أخرى، حيث قدر عدد الطلبة في الدخول الجامعي الحالي وفي كل الأطوار ب1164137 طالب من بينهم 134981 من الحاملين الجدد للبكالوريا.
الطلبة يشتكون تأخر استلام المنحة وكان أغلبية الطلبة قد استلموا منحتهم للموسم الدراسي الفارط، بقيمتها العادية خلال نوفمبر الفارط، بينما تأخر استلامها حسبما ذكر بعض الطلبة ل "المساء"إلى غاية جانفي الجاري بالنسبة للبعض الآخر، بسبب تعطيل على مستوى بريد الجزائر أو مشكل على مستوى الإدارة، مما يؤدي بالطلبة إلى اللجوء للأولياء من اجل الحصول على مبالغ مالية وصفها بعضهم ب "الهامة"، خاصة ان القيمة الحالية للمنحة لا تكفي لسد مختلف الحاجيات، خاصة بالنسبة للطلبة القاطنين بالأحياء الجامعية الذين ترتفع مصاريفهم. وفي هذا السياق؛ ذكر هؤلاء أن الزيادة التي ستدخل حيز التنفيذ ستخفف قليلا من الأعباء المالية التي يعانون منها خاصة منهم طلبة الدكتوراه الذين ستصرف لصالحهم منحة شهرية قيمتها 12الف دينار مثلما تعهد بذلك رئيس الجمهورية خلال إعلانه عن الزيادة المرتقبة قريبا.