ونحن نتابع أزمة “الجفاف” الرسمي، حيث البحار جفت والسلطة رفعت والغابات “فحمت”، لم يعد هناك من شك بأن اللعنة التي أطلقها ساحر القذافي الحكيم “سليمان شاكير” على الناتو أثناء غزو ليبيا بعدما استعان بطيور أزرب وبالبحار وبالنيران ، قد أصابتنا بدلا من “الناتو”، فمن يعايش يومياتنا المحاصرة بين طوفان السدود الرسمية في الموسم الفارط، وبين عطشنا “المدقع”وسط نيران ملتهبة تلتهمنا في الأسواق وفي الغابات،يكاد يجزم أننا قوما أصيبوا بلعنة ما..لعنة لا تحدث إلا في بلاد كثر فيها الفساد وكثرت فيها “دعاوي الشر”..فحاصرتها كبائرها الرسمية وحتى الشعبية بين “الماء” و”النار”.. أحسن إسقاط لمهزلة سلطة تعطش و”تعطس” بإثمها في عز الفيضانات، هي سخرية وطن مغتني يطمع فيه الأفامي ويتسول منه قروضا لحل أزمات العالم المتعددة،وذلك في نفس الوقت الذي يعيش فيه ذوي الغني “جفافا” وعطشا، تعدى ما هو تحت الأرض من ماء، ليطال حتى المياه التجارية المسماة معدنية، فحتى “غوليا”و “لالة خديجة” والمفقودة “سعيدة”، بالإضافة إلى “ايفري” أنهكهم العجز لتوفير الكميات الكافية، فيا “دين الرب”..حتى من يمتلكون “لمال” لاقتناء المياه المعدنية أصيبوا بخيبة “دراهمكم أشربوها كاغط”،فليلة القبض على “لالة خديجة” أصبحت تشبه فيلم ليلة القبض على “فاطمة”..فا أين الماء فنحن لم نعد نسأل عن “الكلأ”..؟ وضعنا العام بعطشه المتفشي تعبير صادق عن جفاف مستشري، انتهى بنا إلى النار، حيث سلطة “راهم واقفين”،كما أعجزها عطش الحنفيات أعجزتها نيران الغابات، لتصبح جزءا من قارئة فنجان غنت ذات مرة لأحدهم رائعة :”مقدورك أن تبقى مسجونا بين الماء وبين النار”..فهل هناك واقع غير أن “طيور أزرب” التابعة للحكيم سليمان شاكير قد أخطأت الناتو فينا فأصابتنا باللعنة؟