في سابقة تعدّ الأولى من نوعها على مستوى إقليم ولاية تيبازة، احتجز أب في مقتبل العمر زوجته وابنه البالغ من العمر أربع سنوات داخل غرفة النوم، لأزيد من 12ساعة، مهدّدا بذبحهما في حال اقتراب أحد من الغرفة، حيث كان يضع خنجرا على بطن ابنه ويتلو عليه سور قرآنية، ولولا تدخل عناصر الأمن الحضري لبلدية الدواودة، الذين تمكنوا من تحرير الرهينتين سالمتين لوقعت الجريمة في حينها. استيقظ سكان بلدية دواودة المركزية، شرق ولاية تيبازة، نهاية الأسبوع، على وقع حادثة غريبة، تعدّ الأولى من نوعها بهذه المنطقة المعروفة بهدوئها على مستوى إقليم الولاية، حيث عاش السكان لأكثر من خمس ساعات أحداث مسلسل بوليسي مرعب، ينتظرون أن تتكلل جهود عناصر الأمن الحضري والسلطات المحلية والحماية المدنية بتحرير الأم وابنها من يد الأب الذي كان في حالة انهيار عصبي خطير. وتعود تفاصيل الحادثة إلى فجر يوم الثلاثاء الماضي، وبالضبط في حدود الساعة الثانية صباحا عندما أقفل أب يبلغ من العمر 26سنة باب غرفته، بعدما بدأ يصرخ مع زوجته ليقوم بحمل ابنه البالغ من العمر أربع سنوات ويضع سكينا فوق رقبته مهدّدا بذبحه، وفي حدود الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء، تقدم شقيق الفاعل إلى مصالح الأمن الحضري بالدواودة، يبلغهم بما يحدث، لينتقل أفراد الشرطة على جناح السرعة إلى عين المكان لاستطلاع الأمر. إلا أن حضورهم أثار حفيظة الأب وأمسك ابنه بذراعيه موجها خنجره إلى بطنه مهدّدا بقتله في حال اقتراب أحد من غرفته لمحاولة إنقاذهما، ورغم محاولات عديدة من طرف أفراد أسرته وعقلاء المنطقة وإمام مسجد ومصالح الأمن والسلطات المحلية بالتراجع عن قراره، إلا أنه رفض كل المحاولات متمسكا بتهديده، حيث بدأ يتلو سورة الكوثر وسور قرآنية وهو يضع الخنجر على رقبة ابنه قبل الشروع في ذبحه، وتواصلت جهود جميع الأطراف لجعله يعدل عن فعله، ثم تدريجيا بدأ يستجيب معهم وطالب هذه المرة من نائب رئيس البلدية والأمين العام للدائرة بمنحه سكنا وتحسين ظروفه الاجتماعية، ولم يجدوا أمامهم خيارا آخر سوى الاستجابة لانشغالاته فوعدوه بمنحه سكنا، رغم أنه يقطن رفقة والديه في مسكن خاص به. وبعد مرور خمس ساعات ونصف أي في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا، قرر رئيس مكتب الشرطة القضائية للأمن الحضري بالدواودة استعمال أحدث تقنيات تحرير الرهائن، فوجهت عناصر الأمن التي كانت على أتم الاستعداد لتنفيذ مهمتها دون إلحاق أي ضرر بالرهينتين، مسدسا كهربائيا تجاه الفاعل من خلال الثقب الذي وضعته مصالح الأمن بأحد جدران الغرفة لتعقب حركاته والتفاوض من خلالها، وصوّبت نحوه، فشُلّت حركته نهائيا وسقط على الأرض مغمى عليه، وتحرر منه ابنه، لتندفع على الفور عناصر الأمن إلى داخل الغرفة، وتلقي القبض عليه، ثم تم نقل الطفل ووالدته على جناح السرعة على متن سيارة إسعاف إلى مستشفى القليعة لإسعافهما والتأكد من سلامتهما، في حين نُقل الأب إلى مصلحة الأمراض العصبية بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، وهو يخضع للعلاج من أجل تقديمه أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة بتهمة التهديد بالقتل. وقد استحسن سكان بلدية الدواودة الذين كانوا يتابعون مشاهد هذه الحادثة الدرامية، تعامل عناصر الأمن مع المتهم واحترافيتهم في إنقاذ الابن ووالدته.