انطلقت جولة مفاوضات غير رسمية بين جبهة البوليساريو والمغرب، أمس بمدينة دورنشتاين النمساوية، بمبادرة من الممثل الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، الذي أراد أن يجعل من مفاوضات النمسا محطة تمهيدية لحلحلة الانسداد بين الطرفين، قبل استئناف المفاوضات الرسمية، التي عقدت منها أربع جولات ببلدة مانهست الأمريكية خلال العامين 2007و2008، دون أن تفضي إلى تحقيق تقدم نحو الحل. ويترأس الفريق الصحراوي المفاوض رئيس البرلمان المحفوظ علي بيبا، ويضم الفريق كذلك المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو الأممية بالمنطقة امحمد خداد، وممثل البوليساريو بالأمم المتحدة البخاري أحمد. فيما يقود وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري وفد بلاده. كما يحضر ممثلون عن البلدين الملاحظين موريتانيا والجزائر في المفاوضات التي تجري على شكل اجتماعات مغلقة وبعيدة عن الصحافة. وفي حال فشل المفاوضات التمهيدية، فإن ذلك سيفضي إلى وقف مسار المفاوضات الرسمية بين الجانبين، حيث كشف الوزير الأول الصحراوي عبد القادر الطالب عمر الشهر الماضي، أن روس ''لن يدعو إلى جولة جديدة من المفاوضات ما لم يضمن نجاحها''. وتحوم أطياف الفشل حول المفاوضات التمهيدية التي انطلقت أمس، حيث سبقها إطلاق المملكة المغربية إشارات تؤكد بقاءها على موقفها المتمسك بمقترح الذاتي أرضية وحيدة للمفاوضات، وهذا ما أكده الملك محمد السادس، في خطاب عيد العرش الأخير. وترفض البوليساريو هذا المقترح بشدة، لكنها لا تمانع من جعله واحدا من ثلاثة خيارات يستفتى حولها الصحراويون، إلى جانب الاستقلال التام أو الاندماج مع المغرب. وعلى صعيد الرسائل المغربية غير الباعثة على التفاؤل بنجاح مفاوضات النمسا، نجد كذلك قيام الرباط مؤخرا بمنح تراخيص بالتنقيب عن النفط بالأراضي الصحراوية المحتلة رغم منع القوانين الدولية لهذه الخطوة، باعتبار الصحراء إقليما محتلا، وقيامها بجلب تعزيزات عسكرية هامة إلى الأراضي المحتلة، والقيام بأعمال تقوية للجدار العازل الذي يقسم الصحراء الغربية، الأمر الذي عدّته البوليساريو خرقا لإطلاق النار. إلى جانب تواصل انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الصحراويون على يد السلطات المغربية. مقابل هذا يوجد يصيص من الأمل مبعثه الثقل الذي يتمتع به الوسيط الأممي كريستوفر روس. وتتحدث بعض المصادر عن اعتزام الدبلوماسي الأمريكي ممارسة ضغوط قوية من أجل تحقيق تقدم في المفاوضات، مسنودا على هذا الصعيد بالدعم الذي يحظى به من قبل الإدارة الأمريكيةالجديدة، وهو الدعم الذي عبّر عنه أوباما صراحة في رسالته الأخيرة إلى محمد السادس، ناهيك عن العلاقات المتينة التي تربطه بشخصيات وازنة من محيط أوباما. حيث لن يكون من السهل ممارسة ضغوط عليه من قبل الرباط، على العكس مما حصل مع سابقه فان فالسوم. يضاف إلى هذا ظهور بوادر تغيّر لدى الإدارة الأمر