تشهد مدينة قسنطينة هذه الأيام حركة غير عادية على مستوى وسط المدينة، حيث يصنع تجار الأرصفة الحدث باحتلالهم كل مساحة متاحة من أجل بيع السلع المختلفة، خاصة وأن الموسم مناسبة للأعراس التي لا تكاد تنتهي وكذا اقتراب شهر رمضان.فالمار بساحة أحمد باي أو الجهة المقابلة لها (ما يعرف لدى العامة بباب الواد) لا يكاد يستطيع السير بين جحافل أولئك الباعة المتجولين، على اعتبار أن الساحة تعج بالمارة مما يسمح باستقطاب أكبر عدد إلى السلع المختلفة ومحاولة إقناعهم بالشراء بشتى الطرق والأساليب، التي تؤدي في غالبية الأحيان إلى انزعاج الأشخاص أمام لجاجة الباعة وإلحاحهم، مما يشكل فوضى عارمة بالمكان. ولا يقتصر الأمر على المكان السابق فقط فنهجا ''فرنسا'' والطريق الجديدة يكتظان عن آخرهما بالمتسوقين والمتسوقات خاصة مما يشكل فرصة لباعة الأرصفة بعرض سلعهم، رغم مطاردة أعوان الأمن. في حين عبر هؤلاء عن أملهم في أن تجد لهم السلطات حلا نهائيا وتشيد أسواقا ومحلات جديدة تجنبهم المطاردات وحجز سلعهم التي تكلفهم غاليا. أما مساء فإن الأوساخ والمخلفات التي يتركها الجميع تحول تلك الأحياء إلى مفرغات عمومية بأتم معنى الكلمة. ورغم أن تجارة الأرصفة توفر بعض المداخيل لبعض العائلات إلا أنها ظاهرة سلبية بكل المقاييس من الناحية الاقتصادية حيث يترتب عليها التهرب الضريبي وتفشي ظاهرة التهريب، وانتشار الأوساخ ناهيك عما تعبر عنه من مظاهر التخلف وغياب التنظيم.