ويشير العارفون بخبايا بلدية خميستي، إلى أنه من بين السكنات المتواجدة بالبلدية يوجد عدد قليل من الأشخاص فقط ممن يملكون قطع أرضية مسواة إداريا، لتبقى البلدية بأكملها تسبح في فوضى العقار، وما تبع ذلك من غياب للتهيئة والتنمية المحلية ونقص الفضاءات التجارية وتقلص فرص العمل، ويرى السكان أن خميستي لا تصلح إلا لأن تكون "مرقدا"، بسبب غياب إمكانيات التشغيل التي زجّت بالشباب إلى البطالة الخانقة المسجلة بنسبة مرتفعة والتي كانت وراء الإقبال الكبير على التسجيل في إطار الشبكة الاجتماعية هروبا من الفقر والفراغ القاتل. وميدانيا، يواجه سكان قرى البلدية الذي يضم حيي عبان رمضان والقرية وخميستي الميناء ولاسيتي الذي يضم وحده أزيد من 1000 نسمة والمتشكلين من أكثر من 400 عائلة، ظروفا اجتماعية قاسية، ويشير سكان هذا الأخير إلى أن أغلب العائلات انهارت عليها مساكنها القصديرية، لا تزال تتخذ من المدرسة الابتدائية مسكنا لها، ورغم أن الأشغال انتهت بها لم تستفد هذه العائلات من سكنات لائقة في هذا الإطار، فيما يضطر تلاميذ الحي التوجه إلى مدرسة فريدي قويدر الواقعة بمدينة خميستي مشيا على الأقدام في ظل غياب النقل، متحدين بذلك الظروف المناخية القاسية وصعوبة الطريق والمسالك الوعرة قبل أن يُعاد فتحها نسبيا، كما يضاف إلى ذلك غياب قاعة علاج وعدم التكفل بطلبات الاستفادة من الشبكة الاجتماعية ولا حتى قوارب الصيد. وطالب سكان الحي في هذا الاتجاه والي الولاية التدخل بهدف انتشالهم مما هم فيه، من خلال إمدادهم بمشاريع تنموية لفك العزلة عنهم مثل التي عرفتها دواوير أخرى بعد أن فضل المنتخبون المحليون إبقاءها بعيدا عن أعين المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي على حد تعبير هؤلاء، وأضافوا أن السكنات القصديرية باتت تشكل خطرا كبيرا على أصحابها بفعل الانهيارات في غياب البديل. وبحي الوادي يختصر السكان معاناتهم في الوضعية المعقدة للسكنات القصديرية التي اختاروها على مستوى الوادي، والتي كانت وراء اجتياح سيول الأمطار لها في كل مرة وانتشار القمامة التي تشكل خطرا على صحتهم وغياب الإنارة العمومية ومعاناة المرضى بسبب انعدام ممرضة بالمستوصف رغم الشكاوى التي قدّمت لرئيس الدائرة، علاوة على عدم استفادة الفلاحين من برامج الدعم الفلاحي وبرامج التنمية الريفية، وأشاروا إلى ورود أسماء لأشخاص من خارج الحي ولا يحق لهم الاستفادة من السكنات الريفية في قوائم الاستفادة بالرغم من عدم ممارستهم لأي نشاط في الريف. أما بالدواوير الواقعة بالجهة الجنوبية للبلدية لا تزال نحو أغلب العائلات تكابد المعاناة تحت القصدير، فيما يُهدد انزلاق التربة على الطريق منازل عدة عائلات، كما لا تزال مخلفات سنوات الأزمة الأمنية تلقي بتبعاتها على الحياة البسيطة لسكان البلدية. واستغرب سكان الأحياء المشكلة للمدينة لجوء مسؤولي البلدية إلى توجيه اعتذارات لهم لمنعهم من الترميمات وإنجاز سكنات في الوقت الذي تسبح فيه البلدية في فوضى العقار وأزمة السكن الخانقة الناتجة عن النزوح وعجز المواطنين عن شراء السكنات التساهمية التي استفادت البلدية منها، في حين وجّهت السكنات الاجتماعية إلى ترحيل سكان حي باب الوادي بالمخرج الغربي للبلدية منذ أكثر من سنة، فيما لجأ البعض من الانتهازيين إلى تزوير شهادات الراتب لتمرير أسمائهم في هذا الإطار . إيمان. ق