أكد عبد العزيز مجاهد، المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة، أن المرحلة الحالية تتطلب من الجزائريين والجزائريات أن يكونوا، على غرار السلف، النواة الصلبة والدعامة الأساسية لتجسيد سياسات الدولة وفرض هيبتها واحترامها، مشددًا في السياق ذاته على الدور الفاعل الذي يضطلع به أبناء الجالية الجزائرية في الدفاع عن الوطن ومصالحه. وخلال استضافته في برنامج "ضيف الصباح " على القناة الإذاعية الثانية، صبيحة الثلاثاء، أبرز مجاهد أن الوعي ويقظة الضمير يمثلان أقوى الأسلحة لمواجهة الأخطار المحدقة، معتبرًا أن "المواطن الواعي هو الركيزة الحقيقية لبناء الدول وتقدمها، متى ما حظي بالعناية والتقدير". وأضاف المتحدث أن قانون التعبئة العامة، المنصوص عليه في الدستور، يتيح تحديد المسؤوليات والأدوار بوضوح، مبرزًا أن هذا القانون ليس مجرد نص بل تذكير حاسم بمكانة المواطن والمؤسسات في مواجهة التحديات والأزمات، في إطار مفهوم المواطنة الذي يقوم على تحمل المسؤولية وأداء الواجب. وفي سياق آخر، أشار مجاهد إلى اقتراب إحياء "يوم إفريقيا" في 25 أفريل، وهي مناسبة تؤكد عمق التزام الجزائر التاريخي تجاه القارة، حيث ساهمت في ترسيخ هذا اليوم الذي تُوّج لاحقًا بتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963، المعروفة اليوم بالاتحاد الإفريقي. وبهذه المناسبة، ستبرز الجزائر – حسب مجاهد – المسار التاريخي للقارة منذ عهد ماسينيسا إلى يومنا هذا، من خلال فعاليات ونشاطات تنظمها مختلف القطاعات والهيئات، احتفاءً بالإرث الإفريقي المشترك. كما أكد المدير العام للمعهد أن الجزائر تبنت مواقف مبدئية لصالح إفريقيا في مجلس الأمن الدولي، ونادت عبر منبر الاتحاد الإفريقي إلى توحيد الرؤى والتصورات، انطلاقًا من قناعة بأن "الوحدة تمثل القوة"، وأن التحدي الحقيقي الذي يواجه القارة اليوم هو الصراع بين المبدأ والمصلحة، مشددًا على أن نجاح الجزائر يكمن في التزامها بالثوابت والتعامل مع القضايا الإقليمية والدولية من منظور مبدئي بعيدًا عن الحسابات الضيقة.