قال وزير الداخلية الايطالي روبيرتو ماروني ان التهديدات التي اطلقها العقيد معمر القذافي بالانتقام من ايطاليا ينبغي "اخذها على محمل الجد" مشيرا ايضا الى الخشية من حصول تدفق ضخم من النازحين الافريقيين الوافدين من ليبيا. وقال ماروني في زيارة الى شمال البلاد "ان كلمات القذافي تؤكد ضرورة مراقبة الوضع، هذا ما نفعله وكثفنا المراقبة على اراضينا كافة". وردا على سؤال حول تهديدات القذافي السبت "بنقل المعركة الى ايطاليا" اعتبر ماروني انه "من الضروري عدم التقليل من اهميتها" معتبرا انها ليست فقط "دعاية". وراى ماروني ان اعلان النظام الليبي في الليلة الفائتة عن مقتل نجل القذافي قد "يضاعف غضب القذافي". غير ان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قلل من المخاطر على ايطاليا معتبرا ان تهديدات القذافي "غير ذات مصداقية. وقال فراتيني في مقابلة مع صحيفة ليبيرو "في مطلع الازمة، اوضح لنا (وزير الدفاع ايناسيو) لا روسا انه (القذافي) لا يستطيع ضرب الاراضي الليبية ولو بترسانة مكتملة. الوضع حاليا اسوأ نظرا الى الخسائر التي تكبدها". وراى ماروني ان الاحتمال كبير بتسارع مغادرة اللاجئين الافارقة من السواحل الليبية. ووصل ليل السبت الى الاحد مركب جديد من ليبيا الى لامبيدوزا جنوب ايطاليا وعلى متنه 461 لاجئا يضافون الى 2500 وصلوا منذ الجمعة. وقال ماروني "في يوم واحد وصلنا 3000 لاجئ من ليبيا. اذا استمر الوضع على هذا المنوال فقد يتحقق للاسف توقعي بوصول 50 الف شخص". وذكر "بعدم امكانية اعادتهم بسبب النزاع في ليبيا والقانون الاوروبي الذي ينص على ضرورة بقائهم في بلد الوصول". وستعتمد ايطاليا لاستقبالهم خطة وضعتها بمشاركة المناطق المختلفة لتوزيعهم في كافة ارجاء البلاد. وتعرضت روما للانتقاد بسبب ادراتها تدفق اكثر من 25 الف لاجئ من بينهم 20 الف طالب هجرة تونسي وصلوا الى سواحلها وعلى الاخص الى جزيرة لامبيدوزا منذ منتصف جانفي. واجازت السلطات لهم التنقل بحرية في اوروبا عبر تزويدهم باقامة مؤقتة، لكنها بدأت بعد اتفاق مع تونس في 5 ابريل تعيد كل اللاجئين الجدد من مواطنيها. واعلنت وزارة الخارجية الايطالية أمس الاحد ان "العديد من السفارات الاجنبية في طرابلس" تعرضت "لاعمال تخريب بينها السفارة الايطالية". وقالت الوزارة في بيان "هذا الصباح، استهدفت اعمال تخريب مباني العديد من السفارات الاجنبية في طرابلس بينها سفارة ايطاليا". وذكرت وسائل الاعلام الايطالية ان مبنى السفارة تعرض للتخريب والسرقة اضافة الى منزل السفير في طرابلس. والسفارة مغلقة منذ منتصف مارس وتم نقل العاملين فيها الى ايطاليا. وانتقدت الوزارة "نظام القذافي" ل"عدم تامينه الحماية الضرورية للبعثات الدبلوماسية الاجنبية في طرابلس"، وانتقدت "الافتقار الى الحد الادنى من الالتزامات الدولية". واحتجت ايطاليا عبر السفارة التركية في طرابلس التي تتولى موقتا المصالح الايطالية في العاصمة الليبية. واضافت الوزارة ان "هذه الهجمات على مباني سفارتنا لن تؤثر في تصميم ايطاليا على مواصلة عملها الى جانب الشركاء (في قوات التحالف) للدفاع عن السكان المدنيين الليبيين". ووجه العقيد معمر القذافي السبت تهديدات مباشرة ب"نقل المعركة" الى ايطاليا، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا والتي كانت حتى الامس القريب شريكا رئيسيا للنظام الليبي ووقعت معه معاهدة صداقة في سبتمبر 2008.