التقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الثلاثاء مع مسؤولين ليبيين ، وحصل على ما وصفه بأنه "وعد" بتلبية جميع الشروط التي يتضمنها قرار الأممالمتحدة الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في ليبيا. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياجلاند إن المحادثات التي أجريت في العاصمة الروسية موسكو مع مبعوثين للزعيم الليبي معمر القذافي سارت على ما يرام "نسبيا". وأوضح أن "طرابلس تعهدت بتلبية كافة الشروط التي حددتها الأممالمتحدة". وأضاف: "لقد تم إبلاغنا بأن طرابلس مستعدة للنظر في جميع الوسائل.. من أجل إنهاء الصراع". وأكد الجانب الروسي لممثلي القذافي أن أحد العوامل المهمة لتنفيذ وقف إطلاق النار سيتمثل في "إنهاء الهجمات التي تشنها القوات الليبية ضد السكان المدنيين". ونفى وزير الخارجية الروسي خلال اللقاء في موسكو عزم بلاده القيام بدور وساطة في الملف الليبي. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء اليوم الثلاثاء عن لافروف قوله: "ندعم مساعي الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ، ولكننا لا نقوم بدور وساطة بين الحكومة في طرابلس والمعارضة". وقال لافروف إن الكرملين "سيكون سعيدا" باستقبال ممثلين من المعارضة الليبية. وذكر أن " الشيء الرئيسي المهم الآن هو الموافقة على بنود وشروط وقف إطلاق نار. سيخلق هذا أساسا متينا لما يمكن أن يكون بعد ذلك مناقشة وطنية بشأن مستقبل ليبيا". وكان لافروف ومسئولون آخرون روس قد انتقدوا بشدة في الأسابيع الأخيرة الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي باعتبارها تدعم بشكل فعال المعارضة المناهضة للقذافي. وأعطت روسيا موافقة ضمنية على قرار مجلس الأمن في مارس الماضي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ، وذلك من خلال عدم اعتراضها على قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لاستخدام القوة لحماية المدنيين من هجوم عسكري. وكانت الغارات الجوية في أول الأمر - والتي كانت معظمها تشنها طائرات فرنسية وبريطانية وأمريكية- تستهدف وحدات مقاتلة ليبية. وغيرت الغارات الجوية التي شنها الحلف أهدافها في ماي الجاري لتشن هجمات على مخابئ الحكومة الليبية والمباني الإدارية ، والتي قال الكرملين إنها ليست أهداف قصف قانونية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي.